للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} السماء المعروفة، وقال: معناه: من كان يظن (١) أن لن ينصر الله نبيه، ويكايده (٢) في أمره، فليقطع ذلك من أصله من حيث يأتيه، فإن أصله في السماء، فذلك قوله {فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ} عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الوحي الذي يأتيه من الله، فلينظر هل يقدر على إذهاب (٣) غيظه بهذا الفعل؟ (٤).

وهذا التفسير لا يوافق معنى قوله {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} (٥) لأن من ظن ذلك لا يقال له: إن كنت تظن أنه غير منصور فاقطع النصر عنه. ولو كان أول الكلام: من يغيظه أن ينصره الله، أو ما أشبه هذا؛ حج (٦) تفسير ابن زيد، وليس في أوائل (٧) الآية: من أراد أن يكايده، أو يقطع النصر عنه، أو شيء من هذا المعنى الذي بني ابن زيد تفسير باقي الآية عليه.

هذا الذي ذكرنا كله على قول من يقول الهاء في (ينصره) كناية عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

ومذهب مجاهد والضحاك (٨): أن الهاء كناية عن (من) في قوله {مَنْ كَانَ}.


(١) في (أ): (نظر)، وهو خطأ.
(٢) في (أ): (لكابده).
(٣) في (أ): (ذهاب).
(٤) ذكر عنه بهذا اللفظ الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٤٨ ب. وقد رواه الطبري ١٧/ ١٢٦، وابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" ٦/ ١٦ بنحوه.
(٥) في (أ): (بنصر الله): وهو خطأ.
(٦) في (أ): (أصح)، وهو خطأ.
(٧) في (ظ)، (د)، (ع): (أواخر).
(٨) يظهر أن الواحدي اعتمد في نسبة هذا القول على الطبري، فقد قال الطبري في "تفسيره" ١٧/ ١٢٧: وقال آخرون: الهاء في (ينصره) من ذكر (من) ... ثم قال =

<<  <  ج: ص:  >  >>