للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال إبراهيم ومجاهد: إن شاء أكل وإن شاء لم يأكل. وكان أهل الجاهلية إذا نحروا لم يستحلوا أكل ذبائحهم (١).

قوله {وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} قال ابن عباس: البائس: الذي ظهر بؤسه في ثيابه ووجهه، وبان البؤس عليه. والفقير الذي لم يظهر بؤسه، وثيابه نقيه، ووجهه وجه غني (٢).

وهذا الذي ذكره يوجب الفرق بينهما، وحينئذ فيجب أن يكون (والفقير) بواو العطف، وإذا ذكر معه (٣) بغير حرف العطف فهو من صفة البائس.

والبائس: الذي ناله (٤) بؤس، وهو شدة الفقر. يقال: قد بؤس وبئس، إذا صار ذا بؤس. ذكر ذلك الزجاج (٥).

وروي عن ابن عباس: أنه فسر البائس هاهنا بالزَّمِن (٦).


(١) رواه سعيد بن منصور في "تفسيره" ل ١٥٦ ب، والطبري ١٧/ ١٤٨ عن إبراهيم دون قوله (وكان أهل ..
وذكره ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ٢١٧ عن إبراهيم بنحو ما ذكره الواحدي مع تقديم وتأخير.
وذكره عنه السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٣٧ بلفظ (كان المشركون لا يأكلون ذبائح نسائكهم) فأنزل الله (فكلوا ..) فرخص للمسلمين فمن شاء ..
وعزاه لعبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
وعن مجاهد رواه الطبري ١٧/ ١٤٨ دون قوله: وكان المشركون.
(٢) ذكره عنه الرازي ٢٣/ ٢٩.
(٣) (معه): ساقطة من (ظ)، (د)، (ع).
(٤) في (أ): (يناله).
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٢٣.
(٦) رواه الطبري ١٧/ ١٤٨ من رواية العوفي عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>