للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ببعض الناس لهدمت متعبدات كل فريق من أهل دينه وطاعته في كل زمان. فبدأ بذكر البيع لأن صلوات من تقدَّم من أنبياء بني إسرائيل وأصحابهم (١) كانت فيها قبل نزول القرآن، وأحدثت المساجد وسمّيت بهذا الاسم بدهم. فبدأ جلَّ ثناؤه بذكر الأقدم، وأخَّرَ ذكر الأحدث (٢)

وهذا مذهب أكثر أهل التأويل في هذه الآية.

وقال ابن زيد: الصَّلوات: صلوات أهل الإسلام تنقطع إذا دخل عليهم العدو (٣).

وقال الأخفش: وعلى هذا فالصلوات لا تهدم، ولكن يحمل على فعل آخر كأنه قال: وتركت صلوات (٤).

وقال أبو عبيدة: إنَّما يعني مواضع الصلوات (٥).

والقول هو الأول.

وقال الحسن: يدفع عن هدم (٦) مصليات أهل الذمة بالمؤمنين (٧).

وعلى هذا القول لا يحتاج إلى التفسير (٨) الذي ذكرنا في القول


(١) في "تهذيب اللغة": وأمهم، الفرقان.
(٢) "تهذيب اللغة" للأزهري ٣/ ٢٣٩.
قال ابن كثير ٣/ ٢٢٦: وقال بعض العلماء: هذا ترق من الأقل إلى الأكثر إلى أن انتهى إلى المساجد، وهي أكثر عمارًا وأكثر عبادًا وهم ذوو القصد الصحيح.
(٣) رواه الطبري ١٧/ ١٧٧، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٦٠ وعزاه لابن أبي حاتم.
(٤) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٣٦.
(٥) "مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٥٢ وعبارته: مجازه مصليات.
(٦) في (أ): (هم).
(٧) ذكره عنه الثعلبي ٥٤/ ٣ أ.
(٨) في (د)، (ع). (تفسير).

<<  <  ج: ص:  >  >>