وقال الألباني في "نصب المجانيق" ص ١١: وإسناده صحيح إلى أبي العالية، لكن علته الإرسال. ورواية عروة بن الزبير رواها الطبراني في "المعجم الكبير" ٩/ ٢٣ وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٧٢: فيه ابن لهيعة، ولا يحتمل هذا من ابن لهيعة. وهذه الرواية المعروفة بقصّة الغرانيق اختلف العلماء فيها، وهم فريقان: الفريق الأول: القائلون بثبوتها؛ وهم على قولين: القول الأول: أن الشيطان ألقى على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمات، ثم إنَّ الله أحكم آياته ودحر الشيطان ولقَّن نبيه حجته. وممن صحت عنه الرواية ممن قال بهذا القول من المفسرين: سعيد بن جبير وقتادة وأبي العالية. وبهذه القصة فسر هؤلاء آيات الحجّ. وتبعهم في ذلك طائفة من المفسرين ذكروا هذه القصة في كتبهم ولم ينكروها، وبها فَسَّروا الآيات، منهم: الطبري، والثعلبي، والواحدي، والزمخشري. وحكى الآلوسي ١٧/ ١٧٨ هذا القول عن بعض المتأخرين، فقال: وذهب إلى صحة القصّة أيضًا خاتمة المتأخرين الشيخ إبراهيم الكوراني ثم المدني. القول الثاني: أنَّ هذه القصّة ثابتة، لكنَّ فيها ما يستنكر وهو قوله: ألقى الشيطان على لسانه .. فيتعين تأويله. قال الآلوسي ١٧/ ١٨٦: وتوسَّط جمع في أمر هذه القصّة فلم يثبتوها كما أثبتها الكوراني -عفا الله تعالى عنه- من أنَّه -صلى الله عليه وسلم- نطق بما نطق عمدًا معتقدًا للتلبيس أنه وحي حاملاً له على خلاف ظاهره، ولم ينفوها بالكلية كما فعل أجلة أثبات وإليه أميل، بل أثبتوها على وجه غير الوجه الذي أثبته الكوراني، واختلفوا فيه على أوجه .... ثم ذكر الآلوسي هذه الأوجه، وخلاصة ما ذكره -وذكره قبله البغوي ٥/ ٩٤، والقاضي عياض في الشفا ٤/ ١٦٣ - ١٧٧، وابن حجر في "الفتح" ٨/ ٤٣٩ - ٤٤٠:- قيل: جرف ذلك على لسانه -صلى الله عليه وسلم- حين أغفى إغفاءه وهو لا يشعر. وقد ردَّ هذا القول القاضي عياض. وقيل: لعل النبي -صلى الله عليه وسلم- قاله أثناء تلاوته على تقدير التقريع والتوبيخ للكفّار، وأنَّه ليس =