للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال السدي عن أصحابه: لما وقع من هذا ما وقع أنزل الله هذه الآية يطيب نفس محمد ويخبر (١) أن الأنبياء قبله قد كانوا مثله ولم يبعث نبي (٢) قط إلا تمنى (٣) أن يؤمن قومه ولم (٤) يتمن ذلك نبي قط إلا ألقى الشيطان عليه ما يرضي قومه (٥) {فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} (٦).

وعلى هذا (تمنى) في قوله {إِلَّا إِذَا تَمَنَّى} من الأمنية، لا بمعنى قرأ، ويكون المعنى إذا أحب شيئًا ألقى الشيطان في محبته.

وهذا دليل على جواز الخطأ والنسيان على الرسل، ثم لا يقارُّون على ذلك (٧).


(١) في (أ): (ويخبر).
(٢) في (أ)، (ظ): (نبيًّا).
(٣) في (ع): (يتمنى).
(٤) لم: ساقطة من (أ).
(٥) في جميع النسخ: (قومه قوله "فينسخ ...) بزيادة قوله، وهي زيادة يختل بها المعنى فحذفناها، وهي ليست موجودة في الوسيط ٣/ ٢٧٧.
(٦) لم أجد هذه الرواية عن السدي عن أصحابه. وقد ذكرها البغوي ٥/ ٣٩٤ عن ابن عباس بأخصر مما هنا.
والرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم معصومون فيما يخبرون به عن الله عز وجل وفي تبليغ رسالاته باتفاق الأمة.
أما ما سوى ذلك فيجوز عليهم الخطأ والنسيان لكن لا يقارّون على ذلك. وعلى ذلك دل الكتاب والسنة.
انظر: "فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية" ١٠/ ٢٩٠، ٢٩٥ وما بعده.
(٧) حكي القرطبي ٢١/ ٨٦ هذا القول عن الثعلبي ثم قال: ولكن إنَّما يكون الغلط على حسب ما يغلط أحدنا، فأمَّا أنَّ يضاف إليه من قولهم: "تلك الغرانيق العلى" =

<<  <  ج: ص:  >  >>