للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد في هذه الآية: المؤمن ينفق ماله وقلبه وجل (١).

وقال قتادة والسدي: يُعطون ما أعطوا ويعملون ما عملوا من خير وقلوبهم خائفة من الله (٢).

وهذا المعنى الذي ذكره المفسرون هو ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عائشة قالت: قلت: يا رسول الله {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} أهو الذي يزني ويشرب الخمر ويسرق (٣)؟ قال: "لا كما ابنة الصديق! ولكنّه الرجل يصوم ويصلي ويتصدق ويخاف ألا يقبل منه" (٤).

وكانت عائشة تقرأ: (يأتون ما أتوا) (٥) أي يعملون ما عملوا. يقال:


(١) رواه الطبري ١٨/ ٣٢، وذكره السيوطي في الدر المنثور" ٦/ ١٠٦، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد.
(٢) رواه عن قتادة: عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ٤٦، والطبري ١٨/ ٣٣، وذكره السيوطي في الدر المنثور ٦/ ١٠٦ وزاد نسبته لعبد بن حميد. ولم أجد من ذكره عن السدي.
(٣) (ويسرق): ساقطة من (ظ)، (ع).
(٤) رواه الإمام أحمد في "مسنده" ٦/ ١٥٩، والترمذي في (كتاب التفسير -ومن سورة المؤمنين ٩/ ٩، ٢٠، وابن ماجه في أبواب الزهد- باب التوقي على العمل ٢/ ٤٢٥، والطبري في "تفسيره" ١٨/ ٣٤، والحاكم في "مستدركه" ٢/ ٣٩٣ - ٣٩٤، والبغوي في "معالم التنزيل" ٥/ ٤٢١.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٠٥ وعزاه لمن تقدم سوى البغوي، وزاد نسبته إلى الفريابي وعبد بن حميد وابن أبي الدنيا في نعت الخائفين. وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان.
والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي، وصححه الألباني كما في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" ١/ ٩٥ - ٩٧.
(٥) بفتح الياء، وألف بعدها، و"ما أتوا" مقصور.
انظر: "الشواذ" لابن خالويه ص ٩٨، "المحتسب" لابن جني ٢/ ٨٩٥، "تعليل القراءات الشواذ" للعكبري ص ٢٧٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>