للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا قول ابن مسعود ومقاتل: أن المراد بقوله: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} النفخة الثانية (١).

قال ابن مسعود: الخلق يومئذ أشد تعلقًا بعضهم ببعض منهم في الدنيا، الأب بابنه والابن بأبيه والأخ بأخته والأخت بأخيها والزوج بامرأته والمرأة بزوجها. وتلا هذه الآية (٢).

ولابد من تقدير محذوف في الآية على تأويل: فلا أنساب يومئذٍ يتفاخرون بها ويتعاطفون بها؛ لأن الأنساب لا تنقطع يومئذ إنما يرتفع التواصل والتعاطف والتفاخر بها والتَّساؤل.

وهذه الآية لا تنافي قوله: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات: ٢٧] لأن للقيامة أحوالًا، ومواطن، منها ما يشغلهم عظم الأمر الذي ورد عليهم عن المسألة، ومنها حال يفيقون فيها فيتساءلون.

وهذا معنى قول ابن عباس -في رواية المنهال بن عمرو- لما سئُل عن


(١) ذكره الثعلبي ٣/ ٦٤ ب عن ابن مسعود. وقول مقاتل في "تفسيره" ٢/ ٣٣ أ.
(٢) لم أجده بهذا اللفظ.
وقد رواه الطبري في "تفسيره" ٨/ ٣٦٢ - ٣٦٥ (شاكر) مطولاً، ١٨/ ٥٤ مختصرًا)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (كما في تفسير ابن كثير ٢/ ٤٩٧)، والثعلبي في "تفسيره" ٣/ ٦٤ ب - ٦٥ أ، وأبو نعيم في "الحلية" ٤/ ٢٠٢، كلهم من طريق زاذان عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، ولفظه: فتفرح المرأة أن يكون لها الحق على أبيها أو ابنها أو على أخيها أو على زوجها، ثم قرأ ابن مسعود: "فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون".
وقد صحح العلامة أحمد شاكر إسناد ابن أبي حاتم كما في "تعليقه على الطبري" ٨/ ٣٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>