للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موضع قد (١) كان فيه لا ينصرف (٢).

والدليل على صحة ذلك، إجماع النحويين على قولهم: مررت بنسوة أربع، فيصرفون (أربعا)، لأنه اسم استعمل وصفا، ولو راعوا فيه حكم الصفة لم ينصرف في هذه الحال، لأنه على وزن الفعل وهو صفة، فلما نفوا حكم الاسم فيه وإن استعملوه صفة، كذلك أحمر وبابه وإن استعمل اسما (٣)، فحكم الصفة باق فيه، لأنه صفة لا اسم.

وأما الأخفش فإنه يقول: إذا سمي به زال حكم الصفة فلا ينصرف في المعرفة للتعريف ووزن الفعل، فإذا نكرته بقيت علة واحدة، وهو وزن الفعل فينصرف (٤). وهذا فاسد، لأن حكم الصفة مراعى، وإن سمي به كما أن حكم الاسم مراعى في (أربع) وإن وصف به (٥).

وقوله تعالى: {إِلَّا إِبْلِيسَ}. قال أكثر أهل اللغة والتفسير: سمي إبليس بهذا الاسم، لأنه أبلس من رحمة الله تعالى أي أيس، والمبلس المكتئب الحزين الآيس (٦)، وفي القرآن {فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} [الأنعام: ٤٤].

قال يونس وأبو عبيدة: يقال للذي يسكت عند انقطاع حجته، ولا يكون عنده جواب: قد أبلس (٧).


(١) (قد) ساقطة من (ب).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٨١
(٣) انظر: "المقتضب" ٣/ ٣١٢، "الكتاب" ٣/ ١٩٤.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٨١، "المقتضب" ٣/ ٣١٢.
(٥) انظر رد المبرد على ذلك في المسائل التي رد بها المبرد على سيبويه كما نقله عضيمة في هامش "المقتضب" ٣/ ٣١٢.
(٦) "تهذيب اللغة" (بلس) ١/ ٣٨٤، و"تفسير الطبري" ١/ ٢٢٤.
(٧) "تهذيب اللغة" (بلس) ١/ ٣٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>