للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد روى عكرمة عن ابن عباس قال: إنما قيل لإبليس: الجني، لأنه كان من خزنة الجنة (١).

وقال الزجاج وابن الأنباري: معنى قوله: {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} أي كان (٢) ضالّاً كما أن الجن الذين كانوا سكان الأرض قبل الملائكة كانوا ضُلَّالاً، فلما فعل إبليس مثل فعلهم أدخل في جملتهم كما (٣) قال الله سبحانه: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ} (٤) [التوبة: ٦٧]. فعلى قول هؤلاء هو مستثنى من الملائكة، وهو استثناء الجنس من الجنس.

وقال عبد الرحمن بن زيد، وشهر بن حوشب (٥): ما كان إبليس من الملائكة قط (٦).


= منهم، لاجتنانهم عن أبصار بني آدم، في "تفسيرالطبري" ١/ ٢٢٧، وانظر: "الأضداد" لابن الأنباري: ص ٣٣٤، وفي "تفسيرابن عطية" ١/ ٢٤٦، وفي "تفسيرالبغوي" ١/ ٨٢، و"البحر" ١/ ١٥٣، وفي "تفسير القرطبي" ١/ ٢٥١، فعلى هذا القول: الاستثناء متصل.
(١) أخرجه الطبري في "تفسيره" عن ابن جريج عن ابن عباس، وعن أبي صالح عنه، وعن الضحاك عنه. الطبري في "تفسيره" ١/ ٥٢٥.
(٢) في (ب): (أي صار).
(٣) (كما) ساقطة من (ب).
(٤) قول ابن الأنباري في "الأضداد" ص٣٣٧، وقد ذكر هذا توجيهًا لمعنى الآية على قول من قال: إن إبليس من الملائكة وكذا الزجاج في "المعاني" ١/ ٨٢ ويلحظ هنا أن الزجاج يرجح القول الآخر حيث قال لما ذكر القول الثاني: وهذا القول هو الذي نختاره، لأن إبليس كان من الجن كما قال الله عز وجل.
(٥) هو شهر بن حوشب الأشعري الشامي، مولى أسماء بنت يزيد بن السكن روى عن أبي هريرة وعائشة وأم سلمة وأم حبيبة وغيرهم، اختلف في سنة وفاته، فقيل: مائة، وقيل غير ذلك، انظر: "تهذيب التهذيب" ٢/ ١٨٢، "غاية النهاية" ١/ ٣٢٩.
(٦) أقوالهم في الطبري في "تفسيره" ١/ ٢٢٧، وانظر: "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٤٦، =

<<  <  ج: ص:  >  >>