للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الأزهري: وسُمّي مكاتبة لما يكتب للعبد (١) على السيد من العتق إذا أدّى ما تراضيا عليه من المال، وما يكتب (٢) للسيد (٣) على العبد من النجوم التي (٤) يؤديها.

وقال صاحب النظم: قد (٥) وضع الناس موضع الكتاب من المكاتبة: الكتابة. والكتابة إنّما هي مصدر من كتبت (٦) الكتاب، ولا يقال من المكاتبة إلَّا الكتاب كما في الآية، والمكاتبة مأخوذة من كتبت (٧) الشيء إلي الشيء إذا ضممته إليه ليجتمع، وإنَّما قيل كاتب الرجل عبده، لأنَّ معناه فعل منهما جميعًا، فالعبد يجمع نجومه إلى مولاه يضم بعضها إلى بعض إلى أن يجتمع ما هو شرط (٨) عتقه، والمولى يضم ما يؤديه إليه عبده ليجتمع كمال الشرط لعتق العبد (٩).

وهذه الآية دليل على أصل عقد الكتابة وهو عقد من عقود الإسلام، وشرطه أن يقول السيد كاتبتك على كذا وكذا على أنك إذا أدّيت هذا المال فأنت حر، أو ينوي الحرية بقلبه إن لم يذكرها بلسانه (١٠). ولا بدّ من


(١) في (ظ): (العبد).
(٢) في "تهذيب اللغة": ولما يكتب.
(٣) في (ظ): (السيّد).
(٤) في (أ)، (ع): (الذي)، والمثبت من (ظ) و"تهذيب اللغة".
(٥) "تهذيب اللغة" للأزهري ١٠/ ١٥٠ (كتب).
(٦) في (ع): (من).
(٧) في (أ) (كتب) في الموضعين.
(٨) (شرط): ساقطة من (ظ).
(٩) انظر: "جمهرة اللغة" لابن دريد ١/ ١٩٦ - ١٩٧، "لسان العرب" ١/ ٧٠٠ (كتب).
(١٠) هذا قول الشافعي. =

<<  <  ج: ص:  >  >>