للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فجاءه بنجمه حين حلّ (١)، فقال: يا أبا أمية استعن به في مكاتبتك. فقال: يا أمير المؤمنين لو تركته حتى يكون في آخر نجم. قال: إنِّي أخاف أن لا أدرك ذاك (٢) ثم قرأ: {وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ} (٣).

وروى عبد الملك بن أبي بشير (٤) قال: حدثني فَضالة بن أبي أميّة (٥)، عن أبيه وكان غلامًا لعمر قال: كاتبني عمر على أواق (٦) قد سمّاها، ونجمها عليّ نجومًا، فلما فرغ من الكتاب أرسل إلى حفصة (٧) فاستقرض منها مائتي درهم، فأعطانيها وقالك استعن بها في نجومك؛ فقلت: ألا تجعلها في آخر مكاتبتي! قال: إنّي لا أدرى أدرك أم لا. قال سفيان: بلغني أنَّه كاتبه على مائة أوقية (٨).


(١) في (ظ): (هلّ).
(٢) في (ظ): (ذلك).
(٣) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٦/ ٣٧١، وابن أبي حاتم ٧/ ٤١ ب، والبيهقي في "السنن الكبرى" ١٠/ ٣٢٩ - ٣٣٠ من طريق عكرمة، عن ابن عباس.
وروى ابن سعد في "طبقاته" ٧/ ١١٨ عن عكرمة نحوه.
(٤) هو: عبد الملك بن أبي بشير، البصري، نزيل المدائن. روى عن عكرمة وحفصة بنت سيرين وآخرين. وعنه سفيان الثوري وغيره. وهو ثقة.
"الكاشف" ٢/ ٢٠٧، "تهذيب التهذيب" ٦/ ٣٨٦، "تقريب التهذيب" ١/ ٥١٧.
(٥) هو: فضالة بن أبي أميّة، البصري. أبوه أبو أمية مولى عمر بن الخطاب المتقدم ذكره. وهو والد المبارك بن فضالة المحدّث. روى عنه عبد الملك بن أبي بشير. ذكره البخاري في "تاريخه الكبير" ٧/ ١٢٥، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٧/ ٧٧، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان في "الثقات" ٥/ ٢٩٧.
(٦) أواق: جمع أوقية -بضم الهمزة وتشديد الباء-: وهي زنة سبعة مثاقيل، أو أربعين درهمًا. "لسان العرب" ١٠/ ١٢ (أوق).
(٧) هي: أم المؤمنين، وبنت أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-.
(٨) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" ٨/ ٣٧٦، وابن سعد في "طبقاته" ٧/ ١١٨، =

<<  <  ج: ص:  >  >>