للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن عباس: يريد أن يولد له منهن ولد ليسترقَّ (١) الولدَ ويتبعه.

وقال الكلبي: {عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} من كسبهن وأولادهن (٢).

وروى معمرٌ، عن الزُّهري: أنَّ رجلاً من قريش أُسر يوم بدر، فكان عند عبد الله بن أبي أسيرًا، وكان لعبد الله جارية يقال لها معاذة، وكان القرشي الأسير يريدها على نفسه، وكانت مسلمة فكانت تمتنع منه لإسلامها، وكان عبد الله يكرهها على ذلك ويضربها رجاء أن تحمل للقرشي فيطلب فداء ولده، فأنزل الله هذه الآية (٣).

وقوله تعالى {فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ} قال ابن عباس (٤)، والمفسرون (٥): أي لهن غفور رحيم يعني للمكروهات (٦).

وكان جابر يقرأ: {فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم} (٧).


(١) في (ظ): (يسترق).
(٢) روى ابن أبي حاتم ٧/ ٤٣ ب عن سعيد بن جبير مثله. وهو قول مقاتل في "تفسيره" ٢/ ٣٨ ب.
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٥٩، والطبري ١٨/ ١٣٣، وابن أبي حاتم ٧/ ٤٢ ب، ٤٣ أ، كلهم من طريق، معمر عن الزهري، به وهو مرسل.
وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ١٩٣ وزاد نسبته لابن المنذر.
(٤) رواه الطبري ١٨/ ١٣٣، وابن أبي حاتم ٧/ ٤٣ ب) عنه بنحوه.
(٥) انظر: "الطبري" ١٨/ ١٣٣ - ١٣٤، ابن أبي حاتم ٧/ ٤٣ ب، ٤٤ أ.
(٦) في (أ): (للمكروهات).
(٧) روى مسلم في "صحيحه" كتاب: التفسير- باب: في قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} ٤/ ٢٣٢٠ عن جابر قال: كان عبد الله بن أبي بن سلول يقول لجارية له: اذهبي فأبغينا شيئًا، فأنزل الله -عز وجل-: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ (لهنّ) غَفُورٌ رَحِيمٌ}

<<  <  ج: ص:  >  >>