الثاني: الرفع المعنوي، وذلك يكون بأداء عبادة الله فيهان وصونها عما ينجسها حسيًّا كان أو معنويًا كارتكاب المنكرات. وعمارة المسجد الحقيقية هي العمارة المعنوية، فلو زخرف المسجد وارتكبت فيه المنكرات، أو لم تقم فيه عبادة الله، فليس بمعمور حقيقة. ولو بني بالنَّخل والجريد والطين وأقيمت فيه العبادة، وطهِّر من الأقذار الحسيِّة والمعنوية فهو معمور حقيقة. ولهذا كان مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مبنيًّا بالجريد والنخل ومع ذلك كانت عمارته أعظم من اليوم، وإن كانت عمارته الحسيّة اليوم أعظم من ذلك اليوم. (١) الخنا من الكلام: أفحشه. "لسان العرب" ١٤/ ٢٤٤ (خنا). (٢) ساقط من (أ). (٣) "الحجة" لأبي علي الفارسي ٥/ ٣٢٢. (٤) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٩ أ. وفي الآية قولان آخران حكاهما الماوردي ٤/ ١٠٧. أحدهما: يتلى فيها كتابه. قاله ابن عباس. الثاني: تُذكر فيها أسماؤه الحسنى. قاله ابن جرير. وما حكاه الماوردي عن ابن عباس رواه الطبري ١٨/ ١٤٥، وابن أبي حاتم ٧/ ٥٠ ب، عنه من رواية علي بن أبي طلحة. وقول الطبري في "تفسيره" ١٨/ ١٤٥. قال أبو حيان ٦/ ٤٥٨: (ويذكر في اسمه) ظاهره مطلق الذكر فيعم كل ذكر.