للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحوه قال الضحاك: يُحشر الكافر وبصره حديد، فترزق [عيناه] (١)، ثم يعمى، وينقلب فلبه في جوفه يريد أن يخرج فلا يجد مخلصًا، حتى يقع في الحنجرة، فذلك قوله {إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ} [غافر: ١٨] (٢).

القول الثاني: أن القلوب تتقلب من الطمع في النجاة والخوف من الهلاك، والأبصار تتقلب من أين يؤتون كتبهم؟ أمن قبل الأيمان أم من قبل الشمائل؟ (٣).

القول الثالث: ذكره الفراء، والزجاج، وابن قتيبة. وهو: أنَّ من كان قلبه مؤمنًا بالبعث والقيامة ازدافى بصيرة ورأى ما وعد به، ومن كان قلبه (٤) على غير ذلك رأى ما يوقن معه بأمر القيامة والبعث؛ فعلم بقلبه وشاهد ببصره، فذلك تقلب القلوب والأبصار.

هذا كلام أبي إسحاق (٥)، وهو معنى قول الفراء (٦).

وقال ابن قتيبة: يريد أنَّ القلوب يوم القيامة تعرف الأمر يقينًا فتنقلب عما كانت عليه من الشك والكفر، والأبصار ترى يومئذ ما كانت مغطاة عنها فتنقلب عما كانت عليه، ونحوه قوله {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا} [ق: ٢٢] (٧).


(١) (عيناه): ساقطة من (ظ)، (ع).
(٢) رواه عنه ابن أبي حاتم ٧/ ٥٢ أمختصرًا. وذكره عنه الرازي ٢٤/ ٦.
(٣) هذا قول الطبري ١٨/ ١٤٨. ونسبه إليه ابن الجوزي ٦/ ٤٨. وذكره الثعلبي ٣/ ٨٦ ب والبغوي ٦/ ٥١، والقرطبي ١٢/ ٢٨٠ - ٢٨١ ولم ينسبوه لأحد.
(٤) في (أ): (في قلبه)، وهو خطأ.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٧.
(٦) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٥٣.
(٧) "مشكل القرآن" لابن قتيبة ص ٣٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>