للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروي عن ابن عباس أنه قال:] (١) يعني بالزكاة (٢): طاعة الله والإخلاص (٣).

وعلى هذا المعنى أنهم يبذلون من أنفسهم الطاعة الخالصة لله، ولعل الأقرب هذا؛ فإنه ليس كل المؤمنين من أهل الزكاة الواجبة في المال، بل عامتهم فقراء لا تجب عليهم الزكاة فلا يحسن إخراجهم عن هذه الجملة، كيف وقد قال مقاتل (٤) في هذه الآية: نزلت في أصحاب الصفُّة، وهم كانوا من أفقر الناس وأزهدهم في الدنيا.

وقوله تعالى: {يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ} ذكروا فيه ثلاثة (٥) أقوال:

أحدها: أن القلوب زالت عن أماكنها من الصدور، فنشبت (٦) في الحلوق عند الحناجر، والأبصار تزرق (٧) فتكون زرقًا. قاله مقاتل بن سليمان (٨).


(١) ساقط من (ظ).
(٢) في (أ): (الزكاة).
(٣) رواه عنه الطبري ١٨/ ١٤٧ - ١٤٨، وابن أبي حاتم ٧/ ٥٢ أمن طريق علي بن أبي طلحة.
(٤) مقاتل هنا هو ابن حيَّان. وقد ذكر عنه هذا القول الثعلبي ٣/ ٨٦ ب.
(٥) في (أ) زيادة: (أوجه) بعد قوله: (ثلاثة)، ولا معنى لها.
(٦) (فنشبت): أي علقت. الصحاح للجوهري ١/ ٢٢٤ (نشب).
(٧) في "تفسير مقاتل": تتقلّب.
ومعنى تزرق: يغشى سوادها بياض، وقيل خضرة في سواد العين. "لسان العرب" ١٠/ ١٣٨ - ١٣٩ (زرق).
(٨) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٩ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>