للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {لِلْمُجْرِمِينَ} قال أبو إسحاق: المجرمون: الذين اجترموا الذنوب. وهو في هذا الموضح الذين اجترموا الكفر بالله عز وجل (١).

قوله: {حِجْرًا مَحْجُورًا} أي: حرامًا محرمًا. قاله ابن عباس، وجميع المفسرين (٢). وأصل الحَجْر في اللغة: المنع. وحَجْرُ القضاةِ على الأيتام إنما هو منعهم. والحُجْرَة: ما حُوِّط عليه. وما مُنِعت من الوصول إليه فهو: حِجر. بكسر الحاء (٣).

قال ابن قتيبة: وإنما قيل للحرام حِجر؛ لأنه حُجر عليه بالتحريم.


= كثير ٦/ ١٠١، على رؤية المشركين للملائكة وقت الإحتضار بقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ}: [الأنفال:٥٠] وبقوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ} [الأنعام: ٩٣]، ثمَّ قال: وهذا بخلاف حال المؤمنين حال احتضارهم فإنهم يبشرون بالخيرات، وحصول المسرات، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: ٣٠]، وجمع بين القولين؛ فقال: ولا منافاة بين هذا وما تقدم فإن الملائكة في هذين اليومين يوم الممات ويوم المعاد تتجلى للمؤمنين وللكافرين، فتبشر المؤمنين بالرحمة والرضوان، وتخبر الكافرين بالخيبة والخسران.
(١) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٤. وهو قول الهوَّاري ٣/ ٢٠٦.
(٢) "تفسير مقاتل" ص ٤٤ أ. و"تنوير المقباس" ص ٣٠٢. وأخرج عبد الرزاق ٢/ ٧٦ , عن الحسن، وقتادة وبه قال الهوَّاري ٣/ ٢٥٦. وابن جرير ١٩/ ٢، وأخرج عن: الضحاك، وقتادة وزاد ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٧٧: عطاء الخراساني. وبه قال السمرقندي ٢/ ٤٥٧. وهو قول سيبويه، "الكتاب" ١/ ٣٢٦. والمبرد، المقتضب ٣/ ٢١٨.
(٣) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٣. ونقله عنه إلازهري، "تهذيب اللغة" ٤/ ١٣٢ (حجر).

<<  <  ج: ص:  >  >>