للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على نبيهم. وهذا مذهب الكلبي، ومقاتل؛ قالا: نزلت في أبي جهل (١). وكان لعنه الله أشدهم عداوة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢).

قوله تعالى: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} قال ابن عباس: هاديًا لك وناصرًا على أعدائك (٣).

وقال مقاتل: هاديًا إلى دينه ومانعًا منهم (٤).

وقال أبو إسحاق: [الباء زائدة، المعنى: كفى ربك] (٥).

و {هَادِيًا وَنَصِيرًا} منصوبان على الحال. المعنى: وكفى ربُّك في حال الهداية والنَصْر. ويجوز أن يكون منصوبًا على التمييز على معنى: كفى


(١) "تنوير المقباس" ص ٣٠٢. و"تفسير مقاتل" ص ٤٥ أ. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٦٦. ولم ينسبه. ونسبه القرطبي ١٣/ ٢٧ لابن عباس رضي الله عنهما. وكذا السيوطي ٦/ ٢٥٤، ونسبه لابن مردويه.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٦٧. وفي هذه الآية تنبيه للمشركين ليعرضوا أحوالهم على هذا الحُكم التاريخى فيعلموا أن حالهم كحال من كذبوا من قوم نوح، وعاد، وثمود. تفسير ابن عاشور ١٩/ ١٨.
(٣) "تنوير المقباس" ص ٣٠٢: {هَادِيًا} حافظًا. {وَنَصِيرًا} مانعاً مما يراد بك.
(٤) "تفسير مقاتل" ص ٤٥ أ. ونحوه قال الهوَّاري ٣/ ٢٠٩. وأخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٦٨٨، عن محمد بن إسحاق: إن ينصرك الله فلا يضرك خذلان من خذلك. وفي هذا تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم- بوعده بهداية كثير ممن هم معرضون عنه. "تفسير ابن عاشور" ١٩/ ١٨.
قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: ٢،١].
(٥) ما بين المعقوفين لم أجده عند الزجاج. قال ابن عاشور ١٩/ ١٨: والباء، في قوله: {بِرَبِّكَ} تأكيد لاتصال الفاعل بالفعل. وأصله: كفى ربُّك في هذه الحالة. وقع الخلاف بين أهل العلم في وقوع الزائد في القرآن الكريم، فمنهم من أنكره كالمبرد وثعلب، وأكثر العلماء على إثبات ذلك؛ لكنهم اختلفوا في تسميته فمنهم من يسميه: صلة، ومنهم من يسميه: المقحم.

<<  <  ج: ص:  >  >>