للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن الله يصرفه في الأرض، ثم قرأ: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ} (١). وهذا كما روى ابن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما من سنة بأمطر من أخرى، ولكن إذا عمل قوم بالمعاصي حوَّل الله ذلك إلى غيرهم فإذا عصوا جميعًا صرف الله ذلك إلى الفيافي والبحار" (٢).


(١) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٢. من طريقين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٠٦، من طريق واحد عنه. وأخرجه الحاكم ٢/ ٤٣٨، وقال: على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال ابن عاشور ١٩/ ٥١: فحصل من هذا أن المقدار الذي تفضل الله به من المطر على هذه الأرض لا تختلف كميته، وإنما يختلف توزيعه. وهذه حقيقة قررها علماء حوادث الجو في القرن الحاضر، فهو من معجزات القرآن العلمية.
(٢) أخرجه ابن جرير ١٩/ ٢٢، مختصرًا، موقوفًا على ابن مسعود -رضي الله عنه- وليس مرفوعًا، وقد ذكره السمرقندي ٢/ ٤٦٣، مرفوعًا، بنصه، دون إسناد. وأخرجه الثعلبي ١٠٠ أ، بإسناده من طريق إسحاق بن بشر، نا ابن إسحاق، وابن جريج، ومقاتل، كلهم قالوا وبلغوا به ابن مسعود. وهذا إسناد منقطع؛ لأن هؤلاء الثلاثة لم يلقوا ابن مسعود -رضي الله عنه- فابن إسحاق، من الطبقة الخامسة: صغار التابعين، الذين رأوا الواحد والاثنين من الصحابة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد منهم. وابن جريج، من الطبقة السادسة: عاصروا الخامسة، لكن لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة. ومقاتل بن سليمان، من الطبقة السابعة: طبقة كبار أتباع التابعين كمالك والثوري. مقدمة "تقريب التهذيب" ٨٢. والحديث المنقطع: هو ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه. "تدريب الراوي" ١/ ٢٠٨. فالأقرب أن يكون موقوفًا على ابن مسعود -رضي الله عنه- كما هو عند ابن جرير. والله أعلم. قال ابن حجر، في "الكاف الشاف" ٣/ ٢٧٨: وفي الباب عن ابن مسعود، أخرجه العقيلي، من رواية علي بن حميد، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عنه. وقال: لا يتابع على رفعه. ثم أخرجه موقوفًا من رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة، وقال: هذا أولى. وهو بنصه، في "الفتح السماوي" ٢/ ٨٨٥. وأصله عند الزيلعي، في تخريجه لأحاديث "الكشاف" ٢/ ٤٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>