للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منعه، وعَذَب عُذُوبًا إذا امتنع، والعاذب: الفرس الذي يمتنع من العلف، وسمي العذاب عذابًا؛ لأنه يعذب (١) المعاقب عن معاودة الفعل الذي عوقب عليه (٢).

قوله {فُرَاتٌ} الفرات: أعذَبُ المِياه (٣)، وقد فَرُتَ الماءُ، يَفْرُتُ فُرُوتَة إذا عَذبَ، فهو: فُرَاتٌ (٤).

وقوله: {مِلْحٌ أُجَاجٌ} قال الليث: المِلْح خلاف: العَذْب من الماء، يقال: ماءٌ مِلْح، ولا يقال: مالح (٥). ونحو هذا قال ابن السكيت (٦).

وقال يونس: لم أسمع أحدًا من العرب يقول: ماء مالح. قال: وقال أبو الدُّقيش (٧): ماء مالح، وماء ملح. قال الأزهري: هذا وإن وجد في


(١) هكذا في النسخ الثلاث: (يعذب)؛ ولعل الصواب: (يمنع).
(٢) "تهذيب اللغة" ٢/ ٣٢١ (عذب).
(٣) في "المجاز" لأبي عبيدة ٢/ ٧٧: شديد العذوبة. و"غريب القرآن" لابن قتيبة ص ٣١٤. وهو كذلك في "تفسير ابن جرير" ١٩/ ٢٤؛ وقال: يعني بالعذب الفرات: مياه الأنهار، والأمطار، وبالملح الأجاج: مياه البحار. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٢. و"تفسير الثعلبي" ٨/ ١٠٠ أ.
(٤) "تهذيب اللغة" ١٤/ ٢٧٢ (فرت)، بنصه.
(٥) "العين" ٣/ ٢٤٣ (ملح). ونقله عنه الأزهري، "تهذيب اللغة" ٥/ ٩٨.
(٦) "إصلاح المنطق" ص ٢٨٨. ونقله عنه الأزهري، "تهذيب اللغة" ٥/ ٩٨ (ملح) وقال به ابن قتيبة، غريب القرآن ٣١٤. وقال ابن جني في "المحتسب" ٢/ ١٢٤: مالحًا، ليست فصيحة، صريحة؛ لأن الأقوى في ذلك: ماء ملح.
(٧) أبو الدقيش، هو القناني الغنوِيّ. هكذا ذكره القفطي، ولم يزد عليه. "إنباه الرواة" ٤/ ١٢١، ذكر الأزهري بإسناده إلى أبي زيد أنه قال: دخلت على أي الدقيش الأعرابي، وهو مريض، فقلت: كيف تجدك يا أبا الدقيش؟ فقال: أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد، وأنا في زمان سوء؛ من وجَد لم يجُد، ومن جاد لم يجَد. مقدمة "تهذيب اللغة" ١/ ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>