(٢) قولهم: {وَمَا الرَّحْمَنُ} يجوز أن يكون سؤالًا عن المسمى به؛ لأنهم ما كانوا يعرفونه بهذا الاسم، والسؤال عن المجهول بما، ويجوز أن يكون سؤالًا عن معناه؛ لأنه لم يكن مستعملًا في كلامهم، كما استعمل: الرحيم، والرحوم، والراحم، أو لأنهم أنكروا إطلاقه على الله تعالى. "الكشاف" ٣/ ٢٨٢. والألوسي ٧/ ٣٩. (٣) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: قال ابن عباس: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو ساجد ذات ليلة: (يا رحمن) فسمعه أبو جهل وهم لا يعرفون الرحمن، فقال: إن محمدًا ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعوا إلهًا آخر مع الله يقال له: الرحمن، فأنزل الله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ} أي: قل يا محمد ادعوا الله يا معشر المؤمنين {أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ} أي إن شئتم قولوا: يا الله لان شئتم قولوا: يا رحمن {أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} قال أبو إسحاق: أعلمهم الله أن دعاءهم الله أو دعاءهم الرحمن يرجعان إلى واحدٍ، فقال: {أَيًّا مَا تَدْعُوا} المعنى أي أسماء الله تدعوا {فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}. والظاهر أن قولهم {وَمَا الرَّحْمَنُ} قول قوم كانوا يجحدون التوحيد، ويدل عليه ازديادهم نفورًا لما أمروا أن يسجدوا للرحمن؛ لأن العرب كانوا يعرفون الرحمن في أسماء الله تعالى، وأنه اسم مسمى من الرحمة. "تفسير الماوردي" ٤/ ١٥٣. وفي "تفسير الرازي" ٢٤/ ١٠٥ والأقرب أن المراد إنكارهم لله لا للاسم؛ لأن =