للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من أشرك أو زنا أو قتل فهو في النار؟ فأنزل الله: {إِلَّا مَنْ تَابَ}. وذكر ابن عباس: أن هذه الآية منسوخة بقوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا} [النساء: ٩٣] وقال: التي في هذه السورة لمن كان مشركًا ثم تاب وآمن، فأما من دخل في الإسلام، وعقل ثم قتل فلا توبة له (١). وقال: هذه مكية، نسختها آية مدنية وهي التي في سورة النساء (٢). ونحو هذا قال زيد بن ثابت: نزلت الغليظة، بعد اللينة بستة أشهر، فنسخت الغليظة اللينة (٣).

وقوله: {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ الله سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ} يبدلهم الله بقبائح أعمالهم في الشرك محاسن الأعم الذي الإسلام؛ بالشرك إيمانًا، وبقتل المؤمنين قتل المشركين، وبالزنا عفة وإحصانًا. قاله ابن عباس، ومجاهد، والسدي، والضحاك، وابن زيد، وسعيد بن جبير (٤).


(١) أخرجه ابن جرير ٩/ ٦٥، تح: محمود شاكر. وأخرجه أيضًا في ١٩/ ٤٢، وفيه: قال سعيد بن جبير: فذكرته لمجاهد، فقال: إلا من ندم.
(٢) أخرجه البخاري، كتاب التفسير، رقم: ٤٧٦٢، "الفتح" ٨/ ٤٩٢، ومسلم ٤/ ٢٣١٨، كتاب التفسير، رقم: ٢٠٢٣. وابن جرير ١٩/ ٤٤.
(٣) أخرج ابن جرير ٩/ ٦٨، تح: محمود شاكر. قال ابن عطية ١١/ ٧٥: ولا خلاف بين العلماء أن الاستثناء عامل في الكافر والزاني، واختلفوا في القاتل من المسلمين.
(٤) أخرج ابن جرير ١٩/ ٤٦، عن ابن عباس، من ثلاثة طرق، وأخرجه كذلك عن الضحاك، وسعيد بن جبير، وابن زيد، ومجاهد. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٣٣، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من طريقين، وعن سعيد، من طريقين، والحسن، وعطاء، وقتادة وذكره الثعلبي عن جميع من ذكر الواحدي. قال مقاتل ٤٧ أ: والتبديل من العمل السيئ إلى العمل الصالح. واختار هذا القول ورجحه ابن جرير ١٩/ ٤٦. قال الزجاج ٤/ ٧٦: ليس أن السيئة بعينها تصير حسنة، ولكن التأويل أن السيئة تمحى بالتوبة، وتكتب الحسنة مع التربة. فيكون التبديل على هذا القول في الدنيا. "تفسير البغوي" ٦/ ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>