للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في قوله: {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ} و {فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا} [مريم: ٢٦]، {وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ} [الإسراء: ٢٨] ونحو ذلك عند النحويين إنما هو لحاق (ما) أول الفعل بعد (إن) فلذلك صار موضعا للنونين (١)، بعد أن لم يكن لهما موضعا.

وإنما كان كذلك عند سيبويه (٢) وأصحابه لمشابهة فعل الشرط، بلحاق (ما) به بعد (إن)، الفعل المقسم عليه.

وجهة المشابهة: أن (ما) (٣) حرف تأكيد كما أن (اللام) (٤) تكون

تأكيداً، والفعل وقع بعد (ما) كما (٥) وقع في القسم بعد (اللام). فلما

شابهت (اللام) في ذلك، لزم الفعل مع (ما) (٦) في الشرط (النون)، كما

لزمته (٧) في (ليفعلن)، فسبب (٨) لحاق (النون) دخول (ما) على ما يذهب

إليه النحويون (٩). قال أبو إسحاق: وفتح ما قبل النون {يَأْتِيَنَّكُمْ}


(١) أي: نون التوكيد الثقيلة، ونون التوكيد الخفيفة.
(٢) انظر: "الكتاب" ٣/ ٥١٤, ٥١٥.
(٣) (ما) ساقطة من (ب).
(٤) أي لام القسم في مثل (لتفعلن). قال سيبوبه: (... ومن مواضعها أي نون التوكيد حروف الجزاء إذا وقعت بينها وبين الفعل (ما) للتوكيد، وذلك لأنهم شبهوا (ما) بـ (اللام) التي في (لتفعلن) لما وقع التوكيد قبل الفعل ألزموا (النون) آخره كما ألزموا هذه (اللام) ..) "الكتاب" ٣/ ٥١٤، ٥١٥.
(٥) في (ب): (كان).
(٦) في (ب): (لزم الفعل معها في الشرط).
(٧) في (ب): (لزمه).
(٨) في (ج): (بسبب).
(٩) "الإغفال" ص ١٠٤، وانظر: "الكتاب" ٣/ ٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>