للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} قال الليث: اللزام الذي يلزمك ولا يفارقك (١). وأنشد أبو عبيدة، لصخر الغي (٢):

فإما ينجوَا من حَتفِ أرضٍ ... فقد لَقيا حُتوفهما لزامًا (٣)

أي: أنه واقع لا محالة. قال الزجاج: وتأويل هذا: أن الحتف إذا كان مقدرًا فهو لازم، إن نجا من حتف مكان لقيه الحتف في مكان آخر لازمًا له لزامًا (٤). والمفسرون ذكروا في تفسير اللزام: أنه يوم بدر، وهو قول ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومجاهد، ومقاتل، والسدي، ورواية عطاء عن ابن عباس؛ قال: يريد القتل يوم بدر، وعذاب الدنيا متصل بعذاب الآخرة (٥).


(١) "العين" ٧/ ٣٧٢ (لزم)، بمعناه، وكذا في "تهذيب اللغة" ١٣/ ٢٢٠.
(٢) صخر الغَي، صخر بن عبد الله الخيثمي، من بني هذيل، شاعر جاهلي، لقب بصخر الغي، لخلاعته، وشدة بأسه، وكثرة شره "الشعر والشعراء" ص ٤٤٨، و"الأعلام" ٣/ ٢٠١.
(٣) ذكره أبو عبيدة، في "المجاز" ٢/ ٨٢، ونسبه للهذلي، ولفظه:
فإما ينجوا من حتف يوم ... فقد لقيا حتوفهما لزامًا
وأنشده أبو عبيدة استدلالًا على أن المراد باللزام: الفيصل. وذكره الزجاج ٤/ ٧٨، عن أبي عبيدة استدلالًا على ما ذكره، وكذا الأزهري ٣١/ ٣٢٠ (لزم)، ورواية البيت موافقة لما في المعاني، والتهذيب، مما يدل على نقل الواحدي عنهما. والله أعلم. وذكره ابن عطية ١١/ ٨٤، من إنشاد أبي عبيدة. وذكره القرطبي ١٣/ ٨٦، بلفظ:
فإما ينجوا من خسف أرض
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٩. واختار هذا الماوردي ٤/ ١٦٢؛ فقال: وأظهر الأوجه أن يكون اللزام الجزاء للزومه. وتبعه العز، في تفسيره ٢/ ٤٣٥.
(٥) "تفسير مجاهد" ٢/ ٤٥٧. و"تفسير مقاتل" ص ٤٧ ب. وأخرج عبد الرزاق ٢/ ٧٢، عن قتادة، قال: قال أبي: هو القتل يوم بدر. وأخرجه ابن جرير ١٩/ ٥٦، عن ابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>