للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو إسحاق: وتأويله: فسوف تلزمكم العقوبة بتكذيبكم، [فيدخل في هذا يوم بدر، وغيره مما يلزمهم من العذاب. وذكر وجهًا آخر، فقال: تأويله -والله أعلم-: فسوف يكون تكذيبكم] (١) لزامًا يلزمكم، فلا تعطون التوبة (٢).

وقال الكلبي: {فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا} أخذًا باليد، والقتل يوم بدر؛ وهو من عذاب الدنيا فأسروا يوم بدر وقتلوا (٣).

وقال الفراء: فسوف يكون تكذيبكم يوم بدر لزامًا، عذابًا لازمًا لكم (٤). وحكى أبو إسحاق، عن أبي عبيدة: {لِزَامًا} فيصلًا (٥). ونحو هذا روى ثعلب، عن ابن الأعرابي، وقال: اللَّزْمُ: فَصْل الشيء، من قوله تعالى: {يَكُونُ لِزَامًا} أي: فيصلًا (٦). والمعنى على هذا: فسوف يكون


= مسعود، وأبي بن كعب، وإبراهيم، ومجاهد، والضحاك. وأخرجه ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٤٦، عن أبي مالك، وأبي بن كعب، وابن مسعود، والقرظي، ومجاهد، وقتادة، والضحاك. وبه قال الهوَّاري ٣/ ٢٢٠. وأخرج ابن جرير ١٩/ ٥٧، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- من طريق علي بن أبي طلحة: اللزام: الموت. وأخرج عن ابن زيد: اللزام: القتال. قال في "الوسيط" ٣/ ٣٤٩: والمعنى أنهم قتلوا يوم بدر، واتصل به عذاب الآخرة، لازماً لهم فلحقهم الوعيد الذي ذكر الله ببدر. وأما في "الوجيز" ٧٨٥، فلم يحدد بل جعل الآية مطلقة؛ فقال: {فَسَوْفَ يَكُونُ} العذاب لازماً لكم.
(١) ما بين المعقوفين، ساقط من (ج).
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٨.
(٣) "تنوير المقباس" ص ٣٠٦، بمعناه.
(٤) "معانى القرآن" للفراء ٢/ ٢٧٥، بمعناه.
(٥) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٨، ثم قال: وهو في قريب مما قلنا، ألا أن القول أشرح. و"مجاز القرآن" لأبي عبيدة ٢/ ٨٢.
(٦) "تهذيب اللغة" ١٣/ ٢٢١ (لزم).

<<  <  ج: ص:  >  >>