للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه وسلم (١).

وإنما قيل لهم: {وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} لأن الخطاب لعلماء اليهود، فإذا كفروا كفر معهم الأتباع (٢).

فإن قيل: ما في (٣) (أن تكونوا أول كافر به) من العظم، على ثان كافر؟ قيل: إنهم إذا كانوا أئمة في الضلالة كانت ضلالتهم أعظم (٤).

قال الزجاج: اللغة القُدمى فتح الكاف من (كافر) والإمالة في الكاف -أيضا- جيد (٥)، لأن (فاعلاً) إذا سلم من حروف الإطباق، والحروف المستعلية كانت الإمالة فيه سائغة إلا في لغة أهل الحجاز، والإمالة لغة تميم (٦)، وحروف الإطباق (الطاء والظاء والصاد الضاد) فلا تجوز الإمالة (٧) في ظالم وطالب وضابط وصابر، وحروف الاستعلاء (الخاء،


(١) ذكره الطبري في "تفسيره" ١/ ٢٥٢، "تفسير أبي الليث" ١/ ١١٤، وتفسير ابن عطية في "تفسيره" ١/ ٢٧١، و"تفسير القرطبي" ١/ ٢٨٣، وكذا أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ١٧٨.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٩٢، وانظر: "تفسير أبي الليث" ١/ ١١٤، و"تفسير الثعلبي" ١/ ٦٨ أ، و"تفسير البغوي" ١/ ٨٧.
(٣) في (ج): (ما في قوله: وأن تكونوا) ولعله أولى.
(٤) انظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ٦٨ أ، و"تفسير البغوي" ١/ ٨٧، "زاد المسير" ١/ ٤٧، و"تفسير الرازي" ١/ ٤٢، "البحر المحيط" ١/ ١٧٨.
(٥) قال ابن الجزري في "النشر": (انفرد صاحب المبهج عن أبي عثمان الضرير عن الدوري بإمالة (أول كافر به) فخالف سائر الرواة ..) "النشر" ٢/ ٦٦. وقال عبد الفتاح القاضي: (لا إمالة لأحد في {أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ} "البدور الزاهرة في القراءات العشر المتواترة" ص ٣١.
(٦) انظر: "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٦٨.
(٧) في (ب): (الا في).

<<  <  ج: ص:  >  >>