للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقول العرب: نفذت له مائة، أي: نفذته (١). وهذا قول الأخفش والزجاج والمبرد؛ قالوا: المعنى: ردفكم، فزيدت اللام توكيدًا كما زادوها في: لا أبا لك، و: يا بؤس للحرب (٢)، ومثله في كتاب الله: {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ} [الزمر: ١٢] أي: أمرت أن أكون، وبأن أكون (٣).

وقال أبو الهيثم يقال: رَدِفْت فلانًا، ورَدِفتُ لفلانٍ، أي: صرت له رِدْفًا. قال: وتزيد العرب اللام مع الفعل الواقع في الاسم المنصوب فتقول: سمع له، وشكر له، ونصح له، أي: سمعه وشكره ونصحه (٤).

وقد ذكرنا مثل هذا في قوله: {لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} [الأعراف: ١٥٤] (٥).


(١) في نسخة: (ب)، (ج): نقدت، في الموضعين. وفي: ب: نفذت. وهو موافق لما عند الفراء ٢/ ٣٠٠، بلفظ: نفذت له مائة، وهو يريد: نفذتها مائة. ولا ينبني على هذا الفرق اختلاف في المعنى المقصود. ونقل هذا القول عن الفراء، ولم يسمه، ابن جرير ٢٠/ ٩، واختاره.
(٢) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٥١. و"المقتضب" ٢/ ٣٧. و"معاني القرآن" للزجاج ٤/ ١٢٨. وليس فيها ذكر قول: لا أبا لك ويا بؤس للحرب.
(٣) "معاني القرآن" للأخفش ٢/ ٦٥١.
(٤) "تهذيب اللغة" ١٤/ ٩٦ (ردف).
(٥) قال الواحدي في تفسير هذه الآية: واختلفوا في وجه دخول اللام في قوله: {لِرَبِّهِمْ} فقال الكسائي: لما تقدم المفعول على الفعل حسنت اللام، قال: وهذا مما مات من الغريب، وقد كان يقال: لك أكرمت، ولك حدثت، فمات، ولو قلت: أكرمت لك، تريد: أكرمتك كان قبيحًا، وهو جائز؛ كما تقول: هو مكرم لك، وهو ضارب لك، بمعنى: مكرمك، وضاربك، فحسن في موضع وقبح في آخر والأصل واحد. قال النحويين: لما تقدم المفعول ضعف عمل الفعل فيه، فصار بمنزلة ما لا يتعدى فأدخل اللام .. فعلى هذا اللام في قوله: {لِرَبِّهِمْ} صلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>