للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وكان متكئا فغضب فجلس فقال: من علم فليقل ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم فإن من العلم أن تقول لما لا تعلم لا أعلم، فإن الله قال لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} [ص: ٨٦] وإن قريشا أبطؤوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي -صلى الله عليه وسلم-: فقال اللَّهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان فجاءه أبو سفيان فقال: يا محمد جئت تأمرنا بصلة الرحم وإن قومك قد هلكوا فادع الله فقرأ: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} إلي قوله: {عَائِدُونَ} [الدخان: ١٠، ١٥] أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ثم عادوا إلى كفرهم فذلك قوله تعالى: {يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى} [الدخان: ١٦]، يوم بدر، و: {لِزَامًا} [الفرقان: ٧٧] يوم بدر {الم (١) غُلِبَتِ الرُّومُ} إلى {سَيَغْلِبُونَ} والروم قد مضى. أخرجه البخاري، كتاب التفسير، رقم: ٤٧٧٤، فتح الباري ٨/ ٥١١، ومسلم ٤/ ٢١٥٥، كتاب: صفات المنافقين، رقم: ٢٧٩٨. قال ابن كثير ٦/ ٢٤٧: وقد وافق ابن مسعود على تفسير الآية بهذا، وأن الدخان مضى، جماعة من السلف؛ كمجاهد، وأبي العالية، وإبراهيم النخعي، والضحاك وعطية العوفي، وهو اختيار ابن جرير .. وقال آخرون: لم يمض الدخان بعد؛ بل هو من أمارات الساعة، ثم ساق الأحاديث الواردة في ذلك، ورجح ابن كثير هذا القول؛ وقال: وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، وهكذا قول من وافقه من الصحابة والتابعين، مع الأحاديث المرفوعة من الصحاح والحسان وغيرهما، التي أوردناها مما فيه مقنع ودلالة ظاهرة على أن الدخان من الآيات المنتظرة، مع أنه ظاهر القرآن.
وأما انشقاق القمر فإنه أمر قد وقع قال ابن كثير ٦/ ٤٧٢: قوله: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: ١]، قد كان هذا في زمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما ثبت ذلك في الأحاديث المتواترة بالأسانيد الصحيحة .. وهو أمر متفق عليه بين العلماء أن انشقاق القمر قد وقع في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات. ثم ساق الأحاديث في ذلك ومنها حديث أنس بن مالك أن أهل مكة سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية فأراهم القمر شقين، حتى رأوا حِراءَ بينهما. أخرجه البخاري، كتاب: مناقب الأنصار، رقم: ٣٨٦٨، فتح الباري ٧/ ١٨٢. وعن أنس أيضًا أن ذلك وقع مرتين. أخرجه مسلم ٤/ ٢١٥٩، كخاب صفات المنافقين، رقم: ٢٨٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>