للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: {سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ} في أنفسكم وفي السماء والأرض والرزق (١).

وقال مقاتل: يعني العذاب في الدنيا، والقتل ببدر (٢). كقوله في سورة الأنبياء [٣٧]: {سَأُرِيكُمْ آيَاتِي} (٣) وهذا القول يجب أن يكون الصحيح؛ لأنه قال: {فَتَعْرِفُونَهَا} [وقد أراهم تلك الآيات التي ذكرها الكلبي ومجاهد، فلم يعرفوها] (٤) ولم يقروا بها (٥).

وقوله: {وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} وعيد لهم.

قال مقاتل: فعذبهم الله بالقتل ببدر، وضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وعجلهم الله إلى النار (٦). وقرئ: {تَعْمَلُونَ} بالتاء والياء (٧)؛ فالتاء للخطاب؛ لأن قبله {سَيُرِيكُمْ} والياء لأنه وعيد للمشركين (٨).


(١) أخرجه ابن جرير ٢٠/ ٢٦. وابن أبي حاتم ٩/ ٢٩٣٧. و"تفسير مجاهد" ٢/ ٤٧٦. وذكره الثعلبي ٨/ ١٣٩ ب.
(٢) "تفسير مقاتل" ٦٢ ب.
(٣) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٣٩ ب.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط من نسخة (ج).
(٥) جعل الهواري ٣/ ٢٦٠، ذلك في يوم القيامة؛ أي: الوعد والوعيد، ولا مانع من حمل الآية على العموم، والله أعلم.
(٦) "تفسير مقاتل" ٦٣ أ.
(٧) قرأ عاصم في رواية حفص، ونافع وابن عامر بالتاء، وقرأ الباقون بالياء. "السبعة في القراءات" ٤٨٨، و"الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤١٠، و"النشر في القراءات العشر" ٢/ ٢٦٣.
(٨) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>