للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى ثاب في اللغة: عاد ورجع إلى وضعه الذي كان أفضى إليه، يقال: ثاب ماء البئر إذا عاد جُمَّتُها (١)، ومنه تثويب الداعي إذا عاد وكرَّر الدعاء.

وقال الأخفشُ: الهاء في المثابة للمبالغة في كثرة من يثوب إليه، كقولهم: رجل علامة ونسابة (٢).

وقوله تعالى: {وَأَمْنًا} أراد: مأمنا (٣)، وهو أيضًا مصدر وصف به، كما ذكرنا. قال ابن عباس: يريدُ: من دخله كان آمنًا، فمن أحدث حدثًا خارج الحرم ثم لجأ إليه أمن من أن يُهاجَ فيه. ولكن لا يُؤْذى (٤) ولا يخالط ولا يُبَايع، فإذا خرج منه أُقيم عليه الحدُّ، ومَنْ أحدثَ في الحرم أُقيمَ عليه الحد فيه (٥).


= شاكر في تعليقه على الطبري ٣/ ٢٦: "والظاهر أن الشافعي رحمه الله أخطأ في رواية البيت، وأخطأ صاحب "اللسان" في نسبته، اشتبه عليه بشعر أبي طالب في قصيدته المشهورة". وكلام الواحدي صريح في نسبة البيت لأبي طالب، فلعلها في نسخة أو كتاب آخر. وأفناء القبائل: أخلاطهم، وخَبَّت الدابة تَخُبُّ خَبَبًا: ضرب سريع من العدو، واليعملات: جمع يعملة، وهي الناقة السريعة المطبوعة على العمل، اشتق اسمها من العمل، والعمل من الإسراع والعجلة، والطلائح: جمع طليح، ناقة طليح أسفار: جهدها السير وهزلها، والذوامل جمع ذاملة: وهي التي تسير سيرًا لينًا سريعا.
(١) في "تهذيب اللغة" ١/ ٤٦٣ (مادة: ثاب).
(٢) "معاني القرآن" ١/ ١٤٦.
(٣) ينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٥٣٤، "تفسير البغوي" ١/ ١٤٦.
(٤) في "تفسير الثعلبي" ١/ ١١٦١: ولكن لا يُؤْوَي.
(٥) ذكره عنه الثعلبي ١/ ١١٦١ والسمعاني٢/ ٤٧، وابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ١٤١ وينظر: "تفسير السمرقندي" ١/ ١٥٧، القرطبي ٢/ ١١١، الرازي ٤/ ٥٢ =

<<  <  ج: ص:  >  >>