للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ} أصلُ اللِّباس: ما يَلْبَسُه الإنسان مما يواري جَسَدَه، ثم المرأة تسمى لباسَ الرّجل، والرجل لباس المرأة؛ لانضمام جسد كل واحد منهما إلى جسد صاحبه، حتى يصير كل واحد منهما لصاحبه كالثوب (١) الذي يلبسه، فلما كانا يتلابسان عند الجماع سمي كل واحد منهما لباسا للآخر (٢). قال الجعدي (٣):

إذا ما الضجيعُ ثنى جيدَها ... تثنّتْ فكانت عليه لباسا (٤)

والعرب تسمى المرأة: اللباس، والفراش، والإزار، وأم العيال، والرَبَضَ (٥) والبيت. وقيل في قوله:

فدًى لك من أخي ثقةٍ إزاري (٦)


(١) في (م): (كالثوب لصاحبه كالثوب).
(٢) ينظر: "تأويل مشكل القرآن" ١٤١، "تفسير الطبري" ٢/ ١٦٢، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٥٦، "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٢٨، ٣٢٢٩، "تفسير الثعلبي" ٢/ ٣٥١، "البحر المحيط" ١/ ٤٩.
(٣) هو: قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري، شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة؛ لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثم نبغ فقاله، هجر الأوثان ونهى عن الخمر في الجاهلية، ثم وفد إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأسلم، توفي سنة ٥٥ هـ. ينظر: "الإصابة" ٣/ ٥٣٧، "الأعلام" ٥/ ٢٠٧.
(٤) البيت في "ديوانه" ص ٨١، "تأويل مشكل القرآن" ١٤٢ "الشعر والشعراء" ١/ ٢٩٩ "تفسير الطبري" ٢/ ١٦٢، "لسان العرب" ٧/ ٣٩٨٦. ويروى عطفها بدل جيدها. وتداعت بدل تثنت.
(٥) في (ش): (الريض).
(٦) صدر البيت:
ألا أبلغ أبا حفص رسولًا
وهو لنفيلة الأكبر الأشجعي، وكنيته أبو المنهال، وكان كتب إلى عمر بن =

<<  <  ج: ص:  >  >>