للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى قوله: {بِالْعُمْرَةِ} هو أي: بسبب العمرة، لأنه لا يتمتع بالعمرة، ولكنه يتمتع بمحظورات الإحرام بسبب العمرة حيث أتى بها (١). هذا معنى التمتع بالعمرة إلى الحج.

وقوله تعالى: {فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} قال أصحابنا: المتمتع الذي يجب عليه الدّم: هو الذي يُحِم في أشهر الحج، ويحل بعمرة في أشهر الحج، ويُحْرم بالحج من عامه ذلك من مكةَ، ولا يرجع إلى الميقات، ويكون من غير أهل الحرم، فإذا انخرم شيء من هذه الشرائط سقط عنه الدم، ولا يكون متمتعاً (٢).


= وإبراهيم والحسن. ينظر: "تفسير الطبري" ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٦،"تفسير الثعلبي" ٢/ ٥١٠، "تفسير ابن أبي حاتم" ٢/ ٣٤١، "أحكام القرآن" لابن العربي ١/ ١٢٦، "التفسير الكبير" ٥/ ١٦٥، "تفسير القرطبي" ٢/ ٣٦٤ - ٣٦٦، وذكر رحمه الله أربع صور للتمتع، هذه إحداها. والثانية: القرآن، وهي أن يجمع بين الحج والعمرة في إحرام واحد فيهل بهما جميعا في أشهر الحج أو غيرها. والثالثة: أن يحرم بالحج حتى إذا دخل مكة فسخ حجه في عمرة، ثم أهل بالحج يوم التروية، وهذا الذي توعد عليه عمر بن الخطاب، وقال: متعتان كانتا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما: متعة النساء، ومتعة الحج. والرابعة: متعة المحصر، ومن صُدَّ عن البيت حتى ينقضي الحج فيأتي إلى البيت فيعتمر ويحل إلى الحج من قبل قابل فيحج ويُهدي. وذكر هذه الصور: الطبري بأسانيده ٢/ ٢٤٣ - ٢٤٦.
(١) "تفسير الثعلبي" ٢/ ٥١١، ونقله الرازي في "تفسيره" ٥/ ١٦٥، وقيل: سمي متمتعًا؛ لأنه تمتع بإسقاط أحد السفرين. ينظر القرطبي في "تفسيره" ٢/ ٣٦٤ - ٣٦٦.
(٢) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٥١١، و"غرائب القرآن" للنيسابوري ٢/ ١٦١، "فتح الباري" ٣/ ٤٣٥، وذكر الرازي في "تفسيره" ٥/ ١٦٥ - ١٦٦: أن دم التمتع له خمس شرائط عند الأصحاب أي من الشافعية: أحدها: أن يقدم العمرة على =

<<  <  ج: ص:  >  >>