للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الروم، فتغير لسانه، ثم كان مملوكًا لابن جُدْعان (١)، فآمن بالله وصدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأقبل مهاجرًا إليه، فأخذه المشركون، فقال لهم صهيب: إني شيخ كبير لا يضركم أَمِنْكُم كنت أم من غيركم، فهل لكم أن تأخذوا مالي وتذروني وديني؟ ففعلوا ذلك، وكان قد شرط عليهم راحلة ونفقة، فلما بلغ المدينة تلقاه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما في رجال، فقال له أبوبكر: ربحَ بيعُك أبا يحيى، فقال له (٢) صهيب: وبيعك فلا يخسر، ما ذاك؟ فقال أنزل الله (٣) فيك، وقرأ عليه هذه الآية (٤).

وقال ابن عباس في رواية عطاء: إنه بذل ماله لمولاه، وقال له: خذ


(١) هو: عبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب، أحد كفار قريش، كان يقري الضيف ويطعم الجائع، ويصل الرحم ويعتق، سئل عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - هل ينفعه ذلك؟ فقال: "لا" لأنه لم يقل يوما من الدهر: لا إله إلا الله". انظر "البداية والنهاية" ٣/ ٢٥٣، و١٩/ ٥١٦.
(٢) زيادة من (م).
(٣) ساقطة من (م).
(٤) هذا السياق بمعناه ذكره مقاتل ١/ ١٧٨ - ١٧٩، ورواه ابن أبي حاتم بنحوه ٢/ ٣٦٨ عن سعيد بن المسيب، وعزاه في "الدر المنثور" ١/ ٤٣٠ إلى ابن مردويه وابن سعد والحارث ابن أبي أسامة في "مسنده"، وابن المنذر وأبي نعيم في "الحلية"، وابن عساكر، كلهم عن سعيد بن المسيب، وأخرجه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٤٠٠، والطبراني في "المعجم الكبير" ٨/ ٣٧حديث رقم (٧٢٩٦)، والبيهقي في "الدلائل" ٢/ ٥٢٢، ويشهد له ما أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٣٩٨، وابن المنذر "فتح القدير" ١/ ٢١٠ عن أنس، وأخرج الطبري ٢/ ٣٢١ عن عكرمة: أنها نزلت في صهيب بن سنان وأبي ذر الغفاري، كما أخرج الطبري ٢/ ٣٢١، عن الربيع هذه القصة إلا أنه لم يسم صهيبا، وينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ٦٥٤، "أسباب النزول" للواحدي ص ٦٨، "تفسر البغوي" ١/ ٢٣٨، وقد نسبوه لأكثر المفسرين، وكذا ذكر الحافظ ابن حجر في "العجاب" ١/ ٥٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>