للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال في رواية الضحاك (١) ما يدل على أن الآية محكمة غير منسوخة، وهو أنه قد ثبت أن للقلب كسبًا؛ لأن الله تعالى قال: {بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ} [البقرة: ٢٢٥] والعبد (٢) يجازى على عمل القلب، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: ١٩] وكل عامل مأخوذ بكسبه ومجازى على عمله، فمن أبدى ما في نفسه أو أخفاه مما عزم عليه وعقد عليه في قلبه يحاسبه الله به، فأما ما حَدَّث به نفسه مما لم يعزم عليه فإن ذلك مما لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، ولا يؤاخذ به (٣)، وهذا معنى قول الحسن (٤) والربيع (٥).

وقال في رواية علي بن أبي طلحة (٦) وعطية (٧): إن الله تعالى يقول يوم القيامة: هذا يوم تبلى السرائر، وتخرج الضمائر، وإن كُتَّابي لم يكتبوا من أعمالكم إلا ما ظهر منها، وأنا المطلع على سرائركم مما لم (٨) تعملوه ولم تكتبوه، فأنا أخبركم بذلك وأحاسبكم عليه، لتعلموا أنه لا يعزب عن علمي


(١) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٧ - ١٤٨ بمعناه، وذكره الثعلبي في "تفسيره"٢/ ١٨٣٣.
(٢) في (ي): (والعمل).
(٣) ينظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٨٣٢ - ١٨٣٣، وبين أن مما يدل على هذا القول: قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: ٣٦].
(٤) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٨، وذكره ابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٧٤.
(٥) انظر المرجعين السابقين.
(٦) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٧، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٧٢.
(٧) رواه الطبري في "تفسيره" ٣/ ١٤٧، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٢/ ٥٧٣.
(٨) في (ش): (لا).

<<  <  ج: ص:  >  >>