للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إخبارًا عن الفئة الكافرة (١)، فيكون المعنى: يُرِي الفئةَ الكافرةَ الفئةَ المقاتلةَ في سبيل الله مِثْلَيهم أي: مِثْلي ما كانوا، أو (٢) مِثْلي أنفسهم، على ما ذكرنا مِنْ تكثير الله إيَّاهم.

فإن قيل: كيف يصح تكثير الله المسلمينَ في أعينِ الكافرين، وقد قال: {وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ} [الأنفال: ٤٤].

فالجواب: ما قاله أبو عبيد (٣)، وهو إنَّ التقليل كان في حالة أخرى، فالله (٤) تعالى كثَّر المسلمين في أعين الكافرين، كما قَلَّل الكافرين في أعينهم، ثم في حالة أخرى، قَلَّل المسلمين في أعينهم؛ لِيَطْمَعوا (٥) فيهم، فإذا لابسوهم، كانت العاقبةُ للمسلمين عليهم. فَكِلا (٦) الأمرين فيه دلالة على لُطْف الله عز وجل للمؤمنين (٧)، وحُسْن مَعُونَتِه إياهم.

والقراءة الصحيحة الموافقة للآية التي في الأنفال من غير اختلاف حالين: قراءة العامة، وهي الياء المُعْجَمة، على المعنى الذي ذكره الزجَّاج.

على أنَّ الفرَّاء (٨) قال: يجوز أن يكون التقليل الذي ذُكِر (٩) في


(١) من (الكافرة ..) إلى (.. الفئة الكافرة): ساقط من (ج).
(٢) في (أ)، (ب): (و). والتصويب من (ج) و (د).
(٣) لم أهتد إلى مصدر قوله.
(٤) في (د): (والله).
(٥) في (أ): (ليطعموا)، والمثبت من (ب)، (ج)، (د)، وهو الصواب.
(٦) في (د): (فكان).
(٧) (للمؤمنين): ساقطة من (ج) و (د).
(٨) في "معاني القرآن" ١/ ١٩٥.
(٩) في (ج): (ذكره).

<<  <  ج: ص:  >  >>