للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عمارة (١) مولى الشريد (٢): سألت ابن عباس عن المُتعة، أسِفاح هي أم نكاح؟ قال: لا سفاح ولا نكاح. قلت: فما هي؟ قال: هي المُتعة كما قال الله. قلت: هل لها من عدة؟ قال نعم، عدتها حيضة. قلت: هل يتوارثان؟ قال: لا (٣).

وروى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة (٤): أن ابن عباس كان يُفتي بها،

ويغمصُ (٥) ذلك أهلُ العراق، وأَبَى أن ينكل عن ذلك، حتى طفق بعض الشعراء يقول:

أقول للركب إذْ طَالَ الثَّواءُ بنا ... يا صَاحِ هَلْ لَك في فُتيا ابن عباسِ

هل لك في رَخصة الأطرافِ ناعمة ... تكون مَثواك حتى رجعة الناس (٦)


(١) هكذا في (أ)، وفي "الدر المنثور" ٢/ ٢٥٣: عمار، بدون تاء.
(٢) تابعي ثقة كما في ثقات العجلي.
(٣) أخرجه أبو عُبيد في "الناسخ والمنسوخ في القرآن العزيز" ص ٨٠، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٢/ ٢٥٣ بلفظه، وعزاه لابن المنذر.
(٤) هو أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة بن مسعود الهُذلي المدني تابعي ثقة ثبت أحد كبار فقهاء المدينة في عصره، جامع بين العلم والصلاح وهو معلم عمر بن عبد العزيز رحمهما الله كان ضرير البصر، وتوفي سنة ٩٤ هـ وقيل غير ذلك. انظر: "تاريخ الثقات" ٢/ ١١١، "مشاهير علماء الأمصار" ص ٦٤، "التقريب" ص ٣٧٢ رقم (٤٣٠٩).
(٥) غَمِصَ-بفتح الميم وكسرها- يَغمِص غمصًا، وهو الاستصغار أو العيب، انظر "الصحاح" ٣/ ١٠٤٧ (غمص). وفي النسخة (أ) تعليق في الحاشية كلمتين أو ثلاث، لم يتبين، والظاهر أنه شرح لهذه الكلمة الغربية.
(٦) انظر: "عيون الأخبار" ٤/ ٥٩، و"تفسير القرطبي" ٥/ ١٣٣، و"الدر المنثور"=

<<  <  ج: ص:  >  >>