للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعني: بشر بن مروان (١)، وعلى هذا خصّ العرش بالإخبار عن الاستيلاء عليه؛ لأنه أعظم المخلوقات.

وقال الأخفش: ({اسْتَوَى} أي: علا، يقال: استويت على ظهر البيت أي: علوته) (٢) وهذا القول اختيار ابن جرير، قال: (معناه: ارتفع ارتفاع ملك وسلطان، لا ارتفاع انتقال وزوال) (٣)، وهذا يعود إلى معنى الاستيلاء (٤). وقد شرحنا الاستواء في صفة الله تعالى مستقصى في سورة البقرة (٥).


= ٢/ ٣٣٩، و"الدر المصون" ١/ ٢٤٣، ونسب في "تاج العروس" ١٩/ ٥٥١ (سوا)، إلى الأخطل، وفي هذه المراجع (قد استوى)، وقال شيخ الإسلام في "الفتاوى" ٥/ ١٤٦: (لم يثبت نقل صحيح أنه شعر عربي، وكان غير واحد من أئمة اللغة أنكروه، وقالوا: إنه بيت مصنوع لا يعرف في اللغة) اهـ. ونسبه ابن كثير في "البداية والنهاية" ٩/ ٧ إلى الأخطل، وقال: (الأخطل نصراني، والاستدلال به باطل من وجوه كثيرة) اهـ. وهو ليس في ديوان الأخطل والواحدي نسبه هنا وفي "الوسيط" ١/ ١٩٢ (إلى البعيث) وانظر: "مختصر الصواعق المرسلة" ٣/ ٨٩٠، ٨٩٨.
(١) بشر بن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي: أمير كان سمحًا جوادًا, ولى إمرة العراق لأخيه عبد الملك، وتوفي سنة ٧٥ هـ، وله نيف وأربعون سنة. انظر: "سر أعلام النبلاء" ٤/ ١٤٥، و"البداية والنهاية" ٩/ ٧، و"تهذيب تاريخ ابن عساكر" ٣/ ٢٥١، و"الأعلام" ٢/ ٥٥.
(٢) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٩٤، وانظر: "معاني الأخفش" ١/ ٥٥ - ٥٦.
(٣) "تفسير الطبري" ١/ ١٩٢، واختار أن معنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: ٢٩]: (علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات) اهـ.
(٤) الطبري -رحمه الله تعالى- رجح في معنى الاستواء ما قال به السلف، ثم أخذ يناقش المؤولين، ومن باب إلزام الحجة لهم، قال: (قل علا عليها علو ملك وسلطان) اهـ، وهذه العبارة ليست من نهج السلف في الإثبات، والله اعلم.
(٥) انظر: "البسيط" البقرة: ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>