للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن قتيبة: (متى ثبوتها) (١)؛ وذلك أنها إذا أثبتت وقعت وثبتت (٢).

وقوله تعالى: {قُلْ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي}. أي: العلم بوقتها و (٣) وقوعها، وهذا من باب إضافة المصدر (٤) إلى المفعول، والمعنى: أنه مستأثر بذلك العلم فلا يعلمها إلا هو، قال أهل المعاني: (والمعنى في إخفاء أمر الساعة وعلمها عن العباد أنهم إذا لم يعلموا متى تكون كانوا على حذر منها، فيكون ذلك أدعى إلى الطاعة، وأزجر في المعصية) (٥).

وقوله تعالى: {لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}.

قال الزجاج (٦) وابن مسلم (٧): (لا يظهرها في وقتها إلا هو)، وهو معنى قول مجاهد (٨): (لا يأتي بها إلا هو)، وقال المبرد: (لا يقيمها عند


(١) "تفسير غريب القرآن" ١/ ١٨٣، وهو قول مكي في "تفسير مشكل القرآن" ص ٨٨، وانظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٤.
(٢) "المعاني متقاربة"، وقد أخرج الطبري ٩/ ١٣٨، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٢٦ من طرق جيدة عن ابن عباس قال: (منتهاها) قال الطبري: (وهو قريب من معنى من قال: قيامها لأن انتهاءها بلوغها وقتها، وأصل ذلك الحبس والوقوف) اهـ.
(٣) لفظ: (الواو) ساقط من (ب).
(٤) انظر: "التبيان" ١/ ٣٩٧، و"الفريد" ٢/ ٣٩١، و"الدر المصون" ٥/ ٥٣٠.
(٥) ذكره الرازي ١٥/ ٨٠ - ٨١، والخازن ٢/ ٣٢٢، عن المحققين.
(٦) "معاني الزجاج" ٢/ ٣٩٣.
(٧) "تفسير غريب القرآن" ص ١٨٤، وهو قول أكثرهم.
انظر: "مجاز القرآن" ١/ ٢٣٥، و"غريب القرآن" ص ١٥٥، و"تفسير الطبري" ٩/ ١٣٨، و"نزهة القلوب" ص ٤٧٩، و"معاني النحاس" ٣/ ١١٠، و"تفسير المشكل" ص ٨٨.
(٨) "تفسير مجاهد" ١/ ٢٥٢، وأخرجه الطبري ٩/ ١٣٨، وابن أبي حاتم ٥/ ١٦٢٧ من طرق جيدة, وأخرج الطبري بسند جيد عن قتادة والسدي نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>