للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والحماية (١)، فإن جعلته اسمًا فالمعنى: أجعلتم أهل (٢) سقاية الحاج أو (٣) أصحابها؟ ثم حذفت المضاف، وإن جعلته مصدرًا فهو مصدرٌ يراد به الفاعل على تقدير: أجعلتم ساقي الحاج [أو سقاة (٤) الحاج] (٥) وعمار (٦) المسجد، كمن آمن (٧)، وإن شئت تركتها مصدرًا وأضمرت المضاف في قوله: {كَمَنْ آمَنَ} فقلت: التقدير: أجعلتم سقاية الحاج كإيمان من آمن؟ وهذه الوجوه ذكرها الفراء (٨) والزجاج (٩) وابن الأنباري (١٠)، وقد استقصينا ما في هذا عند قوله: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} (١١)، قال الحسن: "وكانت


(١) في (ى): (والرعاية)، وهو خطأ.
(٢) "أهل" ساقط من (ى).
(٣) في (ى): (و).
(٤) في (ح): (سقاية). وهو خطأ.
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٦) في (ح) و (ى): (وعمارة)، وهو خطأ.
(٧) قال ابن جني: ولست أدفع مع هذا أن يكون "سقاية الحاج" جمع ساق، و"عمارة المسجد الحرام" جمع عامر، فيكون كقائم وقيام، وصاحب وصحاب، وراع ورعاء، إلا أنه أنث (فعالًا) على ما مضى فصار كحجارة وعيارة ... إلخ". "المحتسب" ١/ ٢٨٦.
(٨) "معاني القرآن" ١/ ٤٢٧ وقد ذكر وجهًا واحداً وهو أن "السقاية" و"العمارة" مصدر يكفي من الاسم.
(٩) "معاني القرآن وإعرابه" ٢/ ٤٣٨، وقد ذكر وجهًا واحداً، وهو أن المضاف محذوف، والتقدير: أهل سقاية الحاج وأهل عمارة المسجد.
(١٠) في كتابه "معاني القرآن" ولم يُعثر عليه حتى الآن.
(١١) من الآية: ١٧٧ من سورة البقرة. وانظر "النسخة الأزهرية" ١/ ١٠٧ ب وقد قال في هذا الموضع: "ولكن البر من آمن بالله" البر مصدر، ولا يخبر عن المصادر بالأسماء و (من) اسم، واختلف النحويون وأهل المعاني في وجهه، وقال أبو عبيدة: البر ههنا بمعنى البار، والفاعل قد يسمى بالمصدر .. وحكى الزجاج أن معناه: ذا البر فحذف كقوله "هم درجات عند الله" أي ذو درجات، وقال قطرب والفراء: معناه: ولكن البر بر من آمن فحذف المضاف ..).

<<  <  ج: ص:  >  >>