للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي ذر قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو في ظل الكعبة، فلما رآني قد أقبلت قال: "هم الأخسرون ورب الكعبة، [هم الأخسرون ورب الكعبة] (١) " قلت: من هم فداك أبي وأمي؟ قال: "الأكثرون، إلا من قال بالمال في عباد الله هكذا وهكذا، عن يمينه وعن شماله ومن خلفه، وقليل ما هم" (٢).

وروي هنا أيضًا عن جماعة من الصحابة أنهم ذهبوا إلى أن (٣) هذه الآية فيمن ادخر المال عن الإنفاق في سبيل الله بعد الزكاة أيضًا (٤).

والصواب: القول الأول؛ لأنه لا وعيد لمن جمع المال من الحلال وأدى الزكاة لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من أدى زكاة ماله فقد أدى الحق الذي عليه" (٥)، وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "نعما بالمال الصالح للرجل الصالح" (٦)، وقول ابن عمر


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ى).
(٢) رواه البخاري (٦٦٣٨)، كتاب الأيمان والنذور، باب كيف كانت يمين النبي؟ ومسلم (٩٩٠)، كتاب الزكاة، باب تغليظ عقوبة من لا يؤدي الزكاة، والترمذي (٦١٧)، كتاب الزكاة، باب ما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في منع الزكاة من التشديد، والنسائي، كتاب الزكاة، باب التغليظ في حبس الزكاة ٥/ ١٠، ١١.
(٣) ساقط من (ى).
(٤) ذكر منهم علي بن أبي طالب وأبو ذر وأبو هريرة وعمار بن ياسر. انظر: "تفسير الثعلبي" ٦/ ١٠١ أ، وابن كثير ٢/ ٣٨٨، وبعض الأسانيد إليهم ضعيفة.
(٥) حديث ضعيف، رواه أبو داود في "المراسيل" عن الحسن عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في "تلخيص الحبير" ٢/ ١٦٠، ومن طريق أبي داود رواه البيهقي في "السنن الكبرى"، كتاب الزكاة، باب الدليل على أن من أدى فرض الله ... إلخ رقم (٧٢٤١) ٤/ ١٤٢، وانظر "ضعيف الجامع الصغير"، رقم (٥٣٧٩).
(٦) رواه الإمام أحمد في "المسند" ٤/ ٢٠٢، وذكره البغوي في "شرح السنة"، كتاب الرقاق، باب استحباب طول العمر ... ٧/ ٣١٩ بغير سند.

<<  <  ج: ص:  >  >>