للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عطف الصلوات على (ما) في قوله: {وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ} [والمعنى أنه] (١) يتقرب بصدقته ودعاء الرسول إلى الله، ويجوز عطفها (٢) على (القربات)، كأنه يتخذ إنفاقه قربة، ويلتمس به (٣) صلوات الرسول ودعاءه كما يلتمس القربات.

وقوله تعالى: {أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ} القربة: ما يدني من رحمة الله من فعل خير وإسداء عرف، وقرأ نافع في بعض الروايات (قربة) بضم الراء (٤)، وهو الأصل، ثم تخفف نحو كتُب ورسُل وطنُب، فالأصل الضم، والإسكان تخفيف، ومثله ما حكاه محمد بن يزيد (٥): بُسْرة وبُسُرة وهُدْبة وهُدُبة، قال أبو علي الفارسي: (ولا يجوز أن يكون الأصل التخفيف ثم يثقل لأن ذلك إنما يجوز إما في الوقف كقوله (٦):

أنا ابن ماوية إذ جد النُّقُرْ


(١) ما بين المعقوفين ساقط من (ح)، وقد وضع الناسخ مكانه ما نصه: (قربات عند الله)، قال ابن عباس: يريد .. وهو خطأ من الناسخ والتباس بما ذكره المؤلف في الجملة المذكورة.
(٢) في (ى): (عطفًا).
(٣) ساقط من (ح).
(٤) هي رواية ورش وابن جماز وإسماعيل بن جعفر وغيرهم عنه، أما رواية قالون وابن أبي أويس والمسيبي عنه فبالتخفيف كباقي العشرة، انظر "كتاب السبعة" ص ٣١٧، و"الغاية في القراءات العشر" ص ١٦٦، و"تقريب النشر" ص ١١٩.
(٥) هو: المبرد، وانظر قوله في: "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٢١٢.
(٦) البيت من الرجز، وبعده:
وجاءت الخيل أثابي زمر
وقد اختلف في قائله، ففي "لسان العرب" (نقر) نسب لعبيد بن ماوية الطائي، =

<<  <  ج: ص:  >  >>