للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو علم أن معنى (نقدر) نضيق لم يخبط هذا الخبط، ولم يكن عالمًا بكلام العرب، وكان عالمًا بقياس النحو (١).

وروي عن ابن زيد أنه قال: هذا إستيفاه (٢) (٣). أي استفهام على معنى: أفظن. وهذا الوجه بعيدٌ أيضا؛ لأنه لا (٤) يحذف حرف الاستفهام إلا في ضرورة الشعر سيما إذا لم يتبعه ما يدل عليه (٥).

وقوله تعالى: {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ} يعني: ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت.

قاله ابن عباس (٦) وجميع المفسرين (٧).

وروي عن سالم بن أبي الجعد أنه قال: ظلمة جوف الحوت، ثم


(١) قول أبي حاتم في "تهذيب اللغة" للأزهري ٩/ ٢٠ (قدر).
(٢) في (ت، د): (استنفاه)، وفي (ع): (اسعاه)، غير منقوطة.
(٣) ذكره بهذا اللفظ عن ابن زيد: النحاس في "القطع والائتناف" ص ٤٧٩ في إحدى النسخ.
وقد رواه الطبري في "تفسيره" ١٧/ ٧٩ بلفظ: استفهام، وذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٤١ ب، بمثل رواية الطبري.
(٤) في (د)، (ع): (لم).
(٥) هذا كلام النحاس في كتابه "القطع والائتناف" ص ٤٧٩، وقال الطبري ١٧/ ٧٩ - ٨٠: وأما ما قاله ابن زيد، فإنه قول لو كان في الكلام دليل على أنه استفهام حسن، ولكنه لا دلالة فيه على أن ذلك كذلك، والعرب لا تحذف من الكلام شيئًا لهم إليه حاجة إلا وقد أبقت دليلًا على أنه مراد في الكلام.
(٦) رواه الطبري ١٧/ ٨٠.
(٧) انظر: "الطبري" ١٧/ ٨٠، و"الكشف والبيان" للثعلي ٣/ ٤٢ أ، وابن كثير ٣/ ١٩٢، و"الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ٦٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>