للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أقل من هذه الظلمات التي وصفها لا يرى فيها الناظر كفّه (١).

ونحو هذا قال الزجاج سواء (٢)، وهو قول مقاتل (٣) والمفسرين (٤)، قالوا: معناه: لم يرها ألبتَّه. قال الحسن: لم يرها ولم يقارب الرؤية (٥).

قال المبرّد: لم يقارب أن يراها، ومعنى {لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}: نفي المقاربة (٦) من الرؤية (٧).

وقال الأخفش: إذا قلت: (لم يكد يفعل) كان المعنى: لم يقارب الفعل ولم يفعل، على صحّة الكلام، وهكذا معنى الآية. إلَّا أنَّ اللغة قد أجازت (لم يكد يفعل) وقد فعل بعد شدة (٨)، وليس هذا صحة الكلام؛


(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٥٥ مع زيادة يسيرة وتقديم وتأخير.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٤٨.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢/ ٣٩ ب.
(٤) انظر: " الطبري" ١٨/ ١٥١، الثعلبي ٣/ ٨٧ أ.
(٥) رواه ابن أبي حاتم ٧/ ٥٥ أبمعناه. وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٢١٠ بمثل رواية ابن أبي حاتم، وعزاه لعبد بن حميد.
وقد ذكر هذا القول عنه أيضًا: الماوردي ٤/ ١١١، وابن الجوزي ٦/ ٥٠، والقرطبي ١٢/ ٢٨٥.
(٦) في (أ): (والمقاربة).
(٧) في "الكامل" للمبرد ١/ ٩٥: (إذا أخرج يده لم يكد يراها) أي: لم يقرب من رؤيتها. وإيضاحه: لم يرها ولم يكد. وقد ذكر الثعلبي ٣/ ٨٧ أ، والبغوي ٦/ ٥٣، وابن الجوزي ٦/ ٥٠، والقرطبي ١٢/ ٢٨٥ عن المبرد خلاف هذا القول، وهو أن معنى (لم يكد يراها): (لم يرها إلا بعد الجهد، كما يقول القائل: ما كدت أراك عن الظلمة، وقد رآه ولكن بعد يأس وشدة.
(٨) هكذا في جميع النسخ و"تهذيب اللغة" للأزهري.
وفي "معاني القرآن": "لم يكد يفعل" في معنى: فعل بعد شدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>