للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال ابن زيد: يعني ما يشتغل به المشركون من الباطل (١).

وروى جويبر عن الضحاك: مروا بالشرك (٢).

{مَرُّوا كِرَامًا} قال الكلبي: يعني حلماء لا يشهدونه، ولا يحضرونه (٣).

وقال أبو إسحاق: لا يجالسون أهل المعاصي، ولا يمالئونهم عليها (٤). والمعنى: مروا مر الكرماء، الذين لا يرضون باللغو؛ لأنهم يجلون عن الدخول فيه، والاختلاط بأهله. وقيل: أصل هذا من قولهم: ناقة كريمة، وبقرة كريمة، إذا كانت تعرض عند الحلب تكرمًا؛ كأنها لا تبالي بما يحلب منها (٥).

وقال الليث: يقال: تكرم فلان عما يَشِينُه، إذا تنزه وأكرم نفسه عنها (٦). ومعنى الآية: مروا منزهين أنفسهم، معرضين عنه (٧). يدل على


(١) في نسخة: (أ)، كتب قول ابن زيد هكذا: ما يشتغل به الإنسان المشركون من الباطل. فكلمة الإنسان زائدة. أخرج ابن جرير ١٩/ ٥٠، عن ابن زيد: اللغو: ما كانوا فيه من الباطل، يعني المشركين، وقرأ: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: ٣٠].
(٢) أخرج ابن أبي حاتم ٨/ ٢٧٣٩، من طريق جويبر. قال الرازي ٢٤/ ١١٣: ومنهم من فسر اللغو بكل ما ليس بطاعة، وهو ضعيف؛ لأن المباحات لا تعد لغواً.
(٣) "تنوير المقباس" ص ٣٠٥، بلفظ: أعرضوا حلماء.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٧٧.
(٥) "تفسير الثعلبي" ٨/ ١٠٥أ.
(٦) كتاب "العين" ٥/ ٣٦٨ (كرم)، و"تهذيب اللغة" ١٠/ ٢٣٦.
(٧) وهذا اختيار ابن جرير ١٩/ ٥٠، حيث جعل الآية عامة، في كل باطل، وأنه لا وجه لتخصيص بعض دون بعض بدون دلالة من حبر أو عقل. وجعل من خبر ابن ميسرة، الذي ساقه الواحدي، دليلاً على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>