للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جميعًا حرفًا واحدًا (١).

وقال الكسائي: حرفان من الاستثناء لا يقعان (٢) أكثر ما يقعان إلا مع الجحد، وهما: لكن وبل، والعرب تجعلهما مثل واو النسق (٣).

وقال المبرد: لكن من حروف العطف، وهي الاستدراك بعد النفي، ولا يجوز أن يدخل بعد واجب إلا لترك قصة إلى قصة تامة، نحو قولك: جاءني زيد لكن عبد الله لم يأت (٤).

وأما اختلاف القراء في تشديد (لكن) في بعض المواضع وتخفيفها في بعض، فلا معنى للمصير إلى التبعيض في هذه المواضع ونظائرها إلا بأن تترجح عند أحد من القراء بعض الروايات على بعض، فيصير إليه (٥).

ومعنى الآية: ولكن الشياطين كفروا بالله يعلّمون الناس السحر. يريد: ما كتب لهم الشياطين من كتب السحر. ويجوز أن يكون (يعلّمون) في فعل اليهود الذين عُنُوا بقوله: {وَاْتَّبَعُواْ} (٦).

وسمي السحرُ سحرًا؛ لخفاء سببه. ومنه: السِّحْر وهو الغِذَاء، كقول لبيد (٧):

ونُسْحَرُ بالطعام وبالشراب (٨)


(١) نقل كلام الفراء صاحب "اللسان" ٧/ ٤٠٧٠، وقد ناقش أبو علي في "الحجة" ٢/ ١٧٩ ذلك وبين أن القياس لا يوجب هذا الذي ذكره الفراء من تشديدها مع الواو وتخفيفها مع عدمها.
(٢) في (ش): (لا تقعان).
(٣) نقل كلام الكسائي صاحب "اللسان" ٧/ ٤٠٧٠.
(٤) "المقتضب" للمبرد ١/ ١٢.
(٥) ينظر: "الحجة" ٢/ ١٧٩ - ١٨٠.
(٦) ينظر: "تفسير الطبري" ١/ ٤٥١ - ٤٥٢، "معاني للقرآن" للزجاج ١/ ١٨٣، "تفسير الثعلبي" ١/ ١٠٦٢، "البيان" لابن الأنباري ١/ ١١٤، "التفسير الكبير" للرازي ٣/ ٢٠٥.
(٧) هو: أبو عقيل، لبيد بن ربيعة بن مالك العامر، تقدمت ترجمته [البقرة: ٢].
(٨) وشطره الأول: =

<<  <  ج: ص:  >  >>