للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السورة دون غيرها في أربعة مواضع لسرٍ بديع، فإنها سورة النِّعم التي عَدَّد اللَّه سبحانه فيها أصول النعم وفروعها، فعرَّف عباده أن لهم عنده في الآخرة من النعم أضعاف هذه بما لا يدرك تفاوته، وأن هذه من بعض نعمه العاجلة عليهم، وأنهم إن أطاعوه زادهم إلى هذه النعم نعمًا أخرى، ثم في الآخرة يوفيهم أجور أعمالهم تمام التوفية، وقال تعالى: {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ} [هود: ٣] فلهذا (١) قال أمير المؤمنين: "فما ظنك بثواب عند اللَّه في عاجل رزقه وخزائن رحمته، والسلام".

فهذا بعضُ ما يتعلَّق بكتاب أمير المؤمنين -رضي اللَّه عنه- من الحكم والفوائد، والحمد للَّه رب العالمين (٢) [وصلواته وسلامه على محمد وآله وصحبه أجمعين] (٣).

[بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

رب يسر وأيمن يا كريم وصلى اللَّه على محمد وآله وصحبه.

قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية تغمده اللَّه برحمته وأسكنه بحبوح جنته آمين] (٤):


(١) في (ق) و (ك): "ولهذا".
(٢) هنا ينتهي المجلد الأول من نسخة (ك)، وجاء في آخره: "آخر المجلد الأول من كتاب "إعلام الموقعين عن رب العالمين" يتلوه إن شاء اللَّه المجلد الثاني، وذلك تحريم الإفتاء في دين اللَّه بغير علم وذكر الإجماع على ذلك وصلى اللَّه على محمد وآله وصحبه وسلم". وكان الفراغ من نسخ هذا الكتاب الجليل الذي ليس له في المؤلفات نظير ولا قيل بعد العصر من يوم الإثنين لسبع خلت من رجب من سنة ١٣٠٥ على يد عبده وابن عبده سليمان بن سحمان غفر اللَّه له ولوالديه وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والحمد للَّه رب العالمين وصلى اللَّه على محمد وآله وصحبه وسلم.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ق)، وهنا ينتهي المجلد الأول من (ق) وفي آخره: "يتلوه في المجلد الثاني تحريم الإفتاء في دين اللَّه بغير علم وذكر الإجماع على ذلك" وكتب الناسخ تحتهما بيتين من الشعر هما:
والنفس تعلم أني لا أصدقها ... وليست ترشد الأعين أعصبها
والعين تعلم من عيني محدثها ... إن كان من حزبها أو من أعاديها
(٤) ما بين المعقوفتين في (ك) وبدلها في (ق): "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قال شيخ الإسلام ابن قيم الجوزية رحمه اللَّه تعالى".

<<  <  ج: ص:  >  >>