للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والنشرة حل السحر عن المسحور، وهي نوعان: حل سحر بسحر مثله، وهو الذي من عمل الشيطان، فإن السحر من عمله فيتقرب إليه الناشر والمنتشر (١) بما يحب فيبطل عمله عن المسحور.

والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والدعوات والأدوية المباحة، فهذا جائز، بل مستحب وعلى النوع المذموم يحمل قول الحسن: "لا يحل السحر إلا ساحر".

[فصل [فتاوى في الطيرة والفأل وفي الاستصلاح]]

وسئل -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الطاعون، فقال: "عذابًا كان يبعثه اللَّه على مَنْ كان قبلكم فجعله اللَّه رحمة للمؤمنين، ما من عبد يكون في بلد ويكون فيه فيمكث لا يخرج صابرًا محتسبًا يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب (٢) اللَّه له إلا كان له مثل أجر شهيد" (٣)، ذكره البخاري.

وسأله -صلى اللَّه عليه وسلم- فروة بن مُسَيك -رضي اللَّه عنه- فقال: يا رسول اللَّه إنَا بأرض يُقال لها: أَبْيَن (٤)، وهي ريفنا وميرتنا وهي وبية (٥)، أو قال: وباها شديد، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "دعها عنك، فإن من القرف (٦) التلف (٧) ".


= وقد وجدت له شاهدًا من حديث أنس بن مالك، رواه البزار والطبراني في "الأوسط".
قال الهيثمي (٥/ ١٠٢): ورجال البزار رجال الصحيح.
(١) في (ك): "الماشر والممتشر".
(٢) "أية قوة إذن تكون؟ وكيف يخشى سحرًا أو ساحرًا أو نعيًا أو باغيًا" (و). وفي "المسند": "هي أرض رفقتنا وميرتنا وإنها وبئة".
(٣) رواه البخاري (٣٤٧٤) في (الأنبياء): باب (٥٤)، و (٥٧٣٤) في (الطب): باب أجر الصابر على الطاعون، و (٦٦١٩) في (القدر): باب {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} من حديث عائشة.
(٤) "بفتح الهمزة وكسرها: مخلاف باليمن" (و).
(٥) "أصل الميرة: الطعام، ونحوه مما يجلب للبيع ووبية: موبوءة، والوبا: الطاعون والمرض العام" (و)، وفي "المسند": "هي أرض رفقتنا وميرتنا وإنها وبئة".
(٦) "القرف: ملابسة الداء ومداناة المريض، والتلف الهلاك، وهذا حق صريح" (و).
(٧) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٠١٦٢)، ومن طريقه رواه أحمد (٣/ ٤٥١)، وأبو داود =

<<  <  ج: ص:  >  >>