كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور

ذكر تحريم الإفتاء في دين الله بغير علم وذكر الإجماع على ذلك - [طريقة السلف الصالح] - ج: 3 - ص: 444

وقال الشعبي: "لا أدري" نصف العلم (١).

وقال ابنُ جُبير: ويلٌ لمن يقول لما لا يعلم: إني أعلم (٢).

وقال الشافعي: سمعت مالكًا يقول: سمعتُ ابنَ عجلان يقول: إذا أغفل العالم "لا أدري" أُصيبت مقاتله (٣)، وذكره ابن عجلان عن ابن عباس (٤).

[[طريقة السلف الصالح]]

وقال عبد الرحمن بن مهدي: جاء رجل إلى مالك، فسأله عن شيء، [فمكث] (٥) أيامًا ما يجيبه، فقال: يا أبا عبد اللَّه إني أريد الخروج [وقد طال التردد إليك]، فأطرق طويلًا ورفع رأسه فقال: ما شاء اللَّه! يا هذا إني أتكلم فيما احتسب فيه الخير، ولست أُحسنُ مسألتك هذه (٦).

---

= وذكره القاضي عياض في "ترتيب المدارك" (١/ ١٤٦)، والشاطبي في "الموافقات" (٥/ ٣٢٧).
(١) أخرجه الدارمي (١/ ٦٣)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٧٣)، والبيهقي في "المدخل" (٨١٠).
(٢) أخرجه البيهقي في "المدخل" (٨١١)، وابن عبد البر في "الجامع" (٢/ ٨٣٦ رقم ١٥٦٨)، وإسناده حسن.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في "مناقب الشافعي" (ص ١٠٧)، والآجري في "أخلاق العلماء" (ص ١٣٤)، والحازمي في "سلسلة الذهب" -ومن طريقه ابن حجر في "موافقة الخبر الخبر" (١/ ٢٢ - ٢٣) -، والبيهقي في "المدخل" (٨١٣)، والخطيب في "الفقيه" (٢/ ١٧٣)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١٥٨٢ و ١٥٨٣)، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" (١/ ٣٤٩) من طرق، وبعضها من طريق أحمد بن حنبل عن الشافعي عن مالك عنه وهذا إسناد مسلسل بالأئمة رحمهم اللَّه. وهو صحيح غاية.
(٤) أخرجه الآجري في "أخلاق العلماء" (ص ١٣٣)، والبيهقي في "المدخل" (٨١٣) من طريق مالك عن ابن عجلان عنه كما ذكر المؤلف رحمه اللَّه.
وله طرق أخرى عن ابن عباس انظرها في "جامع بيان العلم" (١٥٨٠ و ١٥٨١)، وفي "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٧٢).
(٥) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في "تقدمة الجرح والتعديل" (ص ١٨)، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" (٢/ ١٧٤)، والبيهقي في "المدخل" (٨١٦)، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (٢/ ٨٣٨ رقم ١٥٧٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٣٢٣)، وابن الجوزي في "تعظيم الفتيا" (رقم ٢٩) وفصلت الكلام عليه في تحقيقي له.
وما بين المعقوفتين من مصادر التخريج.