للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صلوات اللَّه وسلامه عليهم من الآيات إلا هذه وحدها لكفتهم.

[[السكينة الخاصة]]

وأما الخاصة (١) فتكون لأتباع الرسل بحسب متابعتهم وهي سكينة الإيمان وهي سكينة تسكن القلوب عن الريب والشك، ولهذا أنزلها (٢) اللَّه تعالى على المؤمنين في أَصعب المواطن أحوج ما كانوا إليها [{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: ٤] فذكر نعمته عليهم بالجنود الخارجة عنهم والجنود الداخلة فيهم وهي السكينة] (٣) عند القلق والاضطراب الذي لم يصبر عليه مثل عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- (٤)، وذلك يوم الحديبية قال [اللَّه] (٤) [سبحانه و] (٤) تعالى يذكر نعمته عليهم بإنزالها أحوج ما كانوا إليها: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} [الفتح: ١٨] لمّا علم اللَّه سبحانه [وتعالى] (٤) ما في قلوبهم من القلق والاضطراب لمَّا منعهم كفار قريش من دخول (٥) بيت اللَّه وحبسوا الهدي عن محله واشترطوا عليهم تلك الشروط الجائرة الظالمة فاضطربت قلوبهم وقلقت، ولم تطق الصبر فعلم تعالى ما فيها فثبتها بالسكينة (٦) رحمةً منه ورأفة ولطفًا، وهو اللطيف الخبير وتحتمل الآية وجهًا آخر، وهو أنه سبحانه علم ما في قلوبهم من الإيمان [والخير] (٤) ومحبته ومحبة رسوله فثبتها بالسكينة وقت قلقها واضطرابها، والظاهر أن الآية تعم الأمرين، وهو أنه علم ما في قلوبهم مما يحتاجون معه (٧) إلى [إنزال السكينة، وما في قلوبهم من الخير الذي هو سبب] (٨) إنزالها، ثم قال تعالى: [بعد ذلك] (٤): {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ [وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا] (٩)} [الفتح: ٢٦] لمَّا كانت حمية الجاهلية توجب من


(١) في (ق): "وأما العامة الخاصة".
(٢) في (ق): "أنزل"!
(٣) ما بين المعقوفتين مذكور في (ت) و (ك) بعد قوله الآتي: "أحوج ما كانوا إليها"، وبعده قال: "وقال تعالى بعد ذلك".
(٤) ما بين المعقوفتين سقط من (ق) و (ك).
(٥) في (ت): "دخلوهم".
(٦) في (ق): "فعلم اللَّه سبحانه ما فيها، وثبتها بالسكينة".
(٧) في (ت) و (ك): "يحتاج معه".
(٨) ما بين المعقوفتين سقط من (ت) و (ق).
(٩) بدل ما بين المعقوفتين في هامش (ق): "إلى قوله: {وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} ".

<<  <  ج: ص:  >  >>