للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم، قال: اذهب فإن اللَّه قد عفا عنك" (١)، وفي لفظ: "إن اللَّه قد غفر لك ذنبك، أو حَدَّكَ ومن تراجم النَّسائي على هذا الحديث: "من اعترف بحد ولم يُسَمِّه" (٢) وللناس فيه ثلاث مسالك:

• هذا أحدها.

• والثاني: أنه خاص بذلك الرجل.

• والثالث: سقوط الحد بالتوبة قبل القدرة عليه، وهذا أصح المسالك.

[فصل [من أسباب سقوط الحد عام المجاعة]]

المثال الثالث: أن عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- أسقط (٣) القَطْع عن السارق في عام المَجَاعة، قال السعدي (٤): حدثنا هارون بن إسماعيل الخَرَّاز: ثنا علي بن المبارك: ثنا يحيى بن أبي كثير: حدثني حَسَّان بن زاهر أن ابن حُدَيْر حدثه عن عمر قال: "لا تُقْطَعُ اليد في عَذْق ولا عَامَ سنَة" (٥)، قال السعدي: سألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: العَذْقُ: النخلة، وعام سنة: المجاعة، فقلت


(١) الحديث في "صحيح مسلم" كتاب (التوبة): باب قوله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} (٢٧٦٥)، وعند النسائي -كما قال ابن القيم- في "السنن الكبرى" (٧٣١٢ - ٧٣١٦) في (الرجم) باب من اعترف بحد ولم يسمِّه، وغيرهما عن أبي أمامة، ووقع في بعض طرق النسائي عن واثلة بن الأسقع، وبيَّن -رحمه اللَّه- خطأ راويه في ذلك فقال: ولا نعلم أحدًا تابع الوليد على قوله: عن واثلة، والصواب أبو هانئ عن أبي أمامة.
وأخرجه البخاري في "الصحيح" كتاب (المحاربين): باب إذا أقر بالحد، ولم يبين هل للإمام أن يستر عليه؟ رقم (٦٨٢٣)، ومسلم الموضع السابق نفسه رقم (٢٧٦٤)، عن أنس -رضي اللَّه عنه-.
وانظر: "الخلافيات" (رقم ١٩ - بتحقيقي).
(٢) انظر: "السنن الكبرى" للنسائي (٤/ ٣١٤).
(٣) هو لم يسقط الحد، ولكن وجد أن شروطه في هذه الحالة لم تتوفر لإقامته، فامتثل الأمر -رضي اللَّه عنه-.
(٤) السعدي هو الإِمام الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي، تتلمذ على يد الإِمام أحمد، وأخذ الفقه عنه، وتتلمذ على يديه خلق كثير منهم: أبو داود والترمذي والنسائي -رحمهم اللَّه جميعًا- اختلف في عام وفاته، فقيل: سنة ٢٥٦ هـ، وقيل: ٢٥٩ هـ، لم يطبع له إلا "أحوال الرجال" و"أمارات النبوة"، انظر ترجمته في "تذكرة الحفاظ" (٢/ ٥٤٩/ ٥٦٨).
(٥) أخرجه السعدي في "جامعه" -كما قال الحافظ في "التلخيص" (٤/ ٧٠) - عن أحمد بن حنبل عن هارون بن إسماعيل به، فسقط أحمد بن حنبل من الإسناد الذي ذكره ابن القيم -رحمه اللَّه-. =

<<  <  ج: ص:  >  >>