للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على إجازته (١)، فلو قال له: "طلِّقها طلاقًا رجعيًا"، كان ذلك إجازة منه للنكاح، فلو قال له: "طلِّقها"، ولم يقل: "رجعيًا"، لم يكن إجازة للنكاح مع أن الطلاق في هذا النكاح لا يكون [إلا] (٢) رجعيًا إلا بعد الإجازة (٣)، وقبل الدخول، وأمّا قبل الإجازة والدخول فلا ينقسم إلى بائنٍ ورجعي.

[[من أدرك ركعة من الصبح]]

المثال الثامن والعشرون: رد السنة الصحيحة الصريحة المحكمة في أن من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلعَ الشمس فقد أدرك الصبح (٤)، بكونها خلاف الأصول وبالمتشابه من نهيه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الصلاة وقت طلوع الشمس (٥)، قالوا: والعامُّ عندنا يُعارض الخاص فقد تَعارضَ حاظرٌ ومُبيح، فقدَّمنا الحاظر احتياطًا؛ فإنه يُوجب عليه إعادة الصلاة، وحديث الإتمام يُجوِّز له المضي فيها، وإذا تعارضا صِرْنا إلى النص الذي يوجب الإعادة لنتيقَّن براءة الذمة، فيقال: لا ريب أن


(١) وهذا قول الحسن البصري وعطاء بن أبي رباح وسعيد بن المسيب وشريح والشعبي، وبه قال أبو حنيفة ومالك، وهو رواية عن أحمد.
انظر: "الإشراف" (٤/ ١٢٩) لابن المنذر، و"الجامع لأحكام القرآن" (٥/ ١٤١)، و"فتح القدير" (٣/ ٣٩٠)، و"مختصر اختلاف العلماء" (٢/ ٢٨١ رقم ٧٦٣)، و"الجامع الصغير" (١٥٤)، و"مختصر الطحاوي" (١٧٥)، و"المدونة" (٢/ ١٩٩)، و"الدر المختار" (٣/ ٩٧، ١٦٣)، و"شرح الزرقاني" (٣/ ١٩٤)، و"جواهر الإكليل" (٩/ ٤٣٦)، و"المغني" (١/ ٢٨٥)، وبسط المسألة مع أدلتها في "أحكام الإذن في الفقه الإسلامي" (٢/ ٤٧٣ - ٤٧٦).
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.
(٣) في (ق): "إجازة".
(٤) الحديث متفق عليه، وقد مضى تخريجه.
(٥) ورد ذلك في عدّة أحاديث: منها ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (كتاب مواقيت الصلاة): باب الصلاة بعد الفجر حتى ترتفع الشمس (٢/ ٥٨/ رقم ٥٨٢)، وباب لا يتحرَّى الصلاة قبل غروب الشمس (٢/ ٦٠/ رقم ٥٨٥)، و (كتاب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة): باب مسجد قباء (٣/ ٦٨/ رقم ١١٩٢)، و (كتاب الحج): باب الطواف بعد الصبح والعصر (٣/ ٤٨٨/ رقم ١٦٢٩)، و (كتاب بدء الخلق): باب صفة إبليس وجنوده (٦/ ٣٣٥/ رقم ٣٢٧٣)، ومسلم في "صحيحه" (كتاب صلاة المسافرين وقصرها): باب الأوقات التي نهى عن الصلاة فيها، (٢/ ٥٦٧ رقم ٨٢٨) عن ابن عمر مرفوعًا: "لا تحروا بصلاتكم طُلوع الشمس ولا غروبها؛ فإنها تطلع بقَرْني شيطان" لفظ مسلم، ولفظ البخاري في آخر موطن مذكور: "ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها: فإنها تطلع بين قرني شيطان، أو الشيطان".

<<  <  ج: ص:  >  >>